ارسال بالايميل :
1646
الكاتب : عادل الشجاع
لكي نفهم دور الوطنيي ، علينا أن نفهم ما يفعله ، وليس ما يزعم أنه يؤمن به ، أو حتى ما يعتقد أنه يؤمن به ، وهنا علينا أن نعرف الفرق بين الوطني الزائف /المخادع والوطني الحقيقي ، فالوطنية ليست بالشعارات ، بل هي الإحساس بالكرامة وتمثيل السيادة واستخدام القرار الوطني في مواجهة التدخلات الخارجية .
وبالنظر إلى سقوط أغلب النخب السياسية والإعلامية في مآزق ومعضلات أخلاقية ووطنية والتي من بينها العقلية التبعية التي تتناقض كليا مع العقلية الوطنية واللجوء إلى التجزئة ، بمعنى أنهم يتعاملون مع الوطن كأجزاء وليس كوحدة متماسكة ،فالذي ينتمي إلى المجلس الانتقالي يرى أنه الوطني الوحيد والحوثي يرى أنه الوطني وما دونه داعشي ومرتزق وأتباع المكتب السياسي يرون أنفسهم الوطنيين الوحيدين على هذا الكوكب والمؤتمريون يرون أنفسهم الوكلاء الحصريين للوطنية والإصلاحيين يرون أنفسهم الأمناء الوحيدون على الوطن ونحن نتكلم هنا عن النخب السياسية والإعلامية وليس العامة منهم .
جميع هؤلاء يمشون في جنازة الوطن وهم لا يعلمون أنهم أموات وأن صلاحيتهم الوطنية منتهية ويعيشون حالة من العبودية التي يجهلونها ويمارسون سلوكا يعتقدون أنهم سادة وهم في حقيقة الأمر عبيد ، كل مجموعة تتهم الأخرى بالعمالة والارتزاق وجميعهم رهنوا الوطن للكفيل الخارجي ٠
نحن أمام نخب تعيش زمن الموتى لا زمن الأحياء يمشون في جنازة الوطن ويدافعون عن المقابر لا عن المدينة وعن الاحتلال لا عن الاستقلال الوطني ، يبحثون عن صناعة الأعداء أكثر مما يبحثون في صناعة التعايش ،يمجدون التدخل الخارجي ويبخسون الوطن حقه .
وفي الضفة الأخرى وجدت فئة تمارس الصمت والحياد في قضية الوطن التي لا يجب الحياد فيها ، هؤلاء أفرطوا في التفكير في الأبناء أكثر من التفكير في المواطنين وهذا لا يعني عدم الاهتمام بالأبناء ، بل يعني ربط حياة الأولاد بحياة المجتمع ، يفكرون في البيوت والشقق أكثر مما يفكرون في الوطن وهذا لا يعني أنه ليس من حق هؤلاء العيش بطريقة كريمة ، لكن شرط ألا يتخلون عن دورهم السياسي والاجتماعي وألا يحجب عنهم النظر إلى ما هو أبعد من البيت والشقة ،لذلك لم تولد الكتلة الوطنية من السياسي والإعلامي ورجل الأعمال والعسكري الذين يستعيدون للوطن سيادته وللشعب اليمني قراره .
٢٩ نوفمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال