ارسال بالايميل :
4729
الكاتب : حسين البهام
===========
*-* إذا اردنا أن نعرف ما بعد غزة علينا قراءة الاحداث الجارية على الساحة الفلسطينية والعربية بدقة من كل الزوايا سواء كان من الزاوية الدينية أو الجغرافية أو السياسية والتعاطي مع تلك الأحداث بنظرة احترافية منهجية من خلال الوقوف بحيادية على الإفرازات السياسية والدينية والاعلامية على ساحة المعركة مسترشدين بالمنهجية التحليلية الأمينة التي بها نستطيع معرفة النوايا الكامنة لأسرائيل من هذه الحرب.
*-* ولكي نصل الى تلك الحقيقة علينا أولاً الإقرار بان المعركة هي معركة وجود لامعركة حدود.. وإن هذه المعركة هي معركة فريدة من نوعها لانها اعتمدت على صناعة وعي وراي مجتمعي في تحقيق اهدافها.. ولكي نصل إلى تحليل منطقي وعقلاني علينا معرفة الاهداف وما وراء تلك الاهداف.
*-* طبعاً لكل معركة اهداف معلنة واهداف مخفية..وهنا سنوصح الاهداف المعلنة لأسرائيل في حربها ضد غزة والتي تتمثل في:-
*1-* القضاء على حركة حماس الارهابية.
*2-* تأمين إسرائيل من اي هجوم إرهابي اخر بعد هجوم طوفان الاقصى.
*3-* مكافحة الارهاب الاسلامي
*4-* إعادة الثقة للجيش الإسرائيلي أمام شعبه ودول العالم بعد نكسة 7 اكتوبر.
*5--* منع بزوغ اي حركة إسلامية في المستقبل تهدد امن اسرائيل.
*-* هذه هي الاهداف المعلنه لكن هناك اهداف مخفية وتسمى في عالم السياسة ما وراء الاهداف وهي الأخطر لانها تؤسس لمستقبل دول.. طبعاً انا لست بمحلل سياسي لكنني احاول الاجتهاد فقط من خلال المواد التي بين يدي وقد اكون مخطئ وقد أصيب في هذا التحليل المبسط الذي سأتطرق فيه لمشاركة دول عربية في هذه الحرب ضد أبناء غزة مع الاسف الشديد..
*-* الحرب الدائرة هي حرب وجود كما اسلفت اعلاه والوجود معناه البقاء والسيطرة الكاملة والبقاء لايكون إلا للاقوى..من هنا تم وضع الاهداف المخفية ودور حكام العرب المشتركين في هذه المعركة مع بني اسرائيل ضد شعب فلسطين ..
*-* الهدف السامي المخفي لإسرائيل هو التهجير القسري لأبناء فلسطين لكن هذا الهدف لن يتحقق إلا عبر مراحل و بمشاركة دول عربية واسلامية لكن هذه المشاركة العربية لابد ان يكون لها غطاء تستطيع من خلاله المشاركة خوفاً من الرأي الشعبي لهذه الدول خصوصاً وان قضية فلسطين قضية محورية لشعوب الامه الاسلامية .. لهذا وضع لتحقيق هذا الهدف عدة مراحل للعمل عليها وتشمل :-
المرحلة الاولى عسكرياً : حيث يتطلب ذلك قصف شمال غزة واجبار المواطنين على الخروج الى جنوب غزة حفاظاً على سلامتهم وهذ ما تم الأعلان عنه من قبل اسرائيل..طبعاً هذا الشق لاقى اعتراض ورفض من قبل ابناء غزة تخلله بيانات عربية بالشجب والتنديد بذلك التهجير لكن الغطاء الجوي والقصف العشوائي للمستشفيات والمدارس وقطع الإتصالات ومنع الوقود والغذاء كان له دور في تحقيق هذا الشق على اجبار بعض السكان بالنزوح .
المرحله الثانية قصف المدارس بمن فيها من النازحين ومحاصرة المستشفيات واقتحامها تحت ذريعة وجود انفاق لحركة حماس تحت تلك المستشفيات .
المرحله الثالثة وهي الاخطر والاكثر حساسية ودقة من خلال عمل ممنهج لتهجير ابناء غزة بمشاركة دول عربية تحت مسمى عمل انساني لما يتعرض له شعب فلسطين من ابادة جماعية.
حيث اعلنت بعض الدول المطبعة مع اسرائيل رفضها ممارسة اسرائيل ابادة شعب غزة ومن هذا المنطلق والحرص على عدم الإبادة الجماعية تعلن قبولها استضافة علاج المرضى في مستشفياتها على حساب سمؤ الامير.
كما أعلنت بعض الدول العربية ارسال مستشفيات عائمة على حسابها للجرحى والامراض طبعاً هذا عمل ممنهج وسلس تقوم به تلك الدول
لتهجير ابناء غزة تحت مسمى عمل انساني..
...
طبعاً تم اسقاطها هذه المهمة الانسانية من قبل امريكا واسرائيل على تلك الدول العربية كدور مناط بها في هذه الحرب لتسهيل، العملية العسكرية البرية لاسرائيل بعد ان رفض الشعب الخروج من المستشفيات رغم الإبادة التي يتعرض لها من هنا نستطيع ان نجزم بان دس السم في العسل لشعب فلسطين قد تم عن طريق الاشقاء.
*-* السؤال..من هي الدولة العربية التي سيتم تهجير شعب فلسطين اليها بعد المرحلة الثانية من الشق العسكري بقصف جنوب غزة بمن فيها.....إنها الاردن وهي الحلقة الاضعف من دول الطوق نظراً لما تمتلكة اسرائيل من اوراق ضغط علية في توقيع الاتفاق معه وما صراخ وزير الخارجية وارتفاع صوتة إلا دليلا على ان الاردن اكتشفت تلك الاهداف المخفية وان التهجير اصبح امرا واقعا لا مفر منه..وسننتظر معاً نتائج حرب جنوب غزة التي ستكون المفصلية في تحقيق الأهداف المخفية لإسرائيل ان انتصرت هناك..
حسين البهام
اضف تعليقك على المقال