ارسال بالايميل :
4155
الكاتب : عادل الشجاع*
قال لي أحد الأخوة العرب وهو يناقشني عن وضع اليمن وما يعرفه عن أنفة اليمنيين واعتزازهم بأنفسهم ، يبدو أنكم فقدتم ، سواء الذين في الداخل أو في الخارج ، مواطنون وقادة رأي ، داخل السلطة أو خارجها ، التوق إلى الحرية ، بالأمس كانت مشكلتكم محصورة بين انقلابيين وشرعيين وأصبحتم اليوم جميعكم انقلابيين ، فلم نعد نميز بين الانقلابي والشرعي وأصبح الجميع انقلابيين .
وبينما أنا أفكر فيما ذهب إليه هذا العربي المراقب للأمور من الخارج وجدت بالفعل أنه لم تعد هناك لا شرعية ولا مؤسسات للدولة ، ولم يعد هناك من ينتصر للحريات والسيادة والدستور ولا من يتمسك بالسيادة الوطنية والاستقلال ، أصبح الجميع مرتبطين بمحاور إقليمية تسعى إلى إسقاط اليمن .
لم تتوقف الأزمة عندالسيادة والاستقلال ، بل تجاوزت ذلك إلى الاقتصاد والثروة ، فبعض الدول تفقد استقلالها ، لكنها تعيش في بحبوحة اقتصادية أما نحن فقد فقدنا السيادة وفقدنا معها لقمة العيش .
نتخبط في لجج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي أقل ما يمكن وصفها بأنها عنوان العبودية والتبعية وسوء الإدارة والانهيار في كل شيء ، والأدهى من هذا كله أن المجتمع أصبح ممزقا ، كل جماعة تقول إن سيدها أفضل من سيد الجماعة الثانية ، وقد ظهر ذلك جليا في حرب غزة ، حيث كل جماعة تعاير سيد الجماعة الثانية بأنه لم ينتصر لغزة وتسقط ذلك الموقف عن سيدها .
لم يعد هناك من يتمسك باليمن أمثال تلاميذ سبتمبر وأكتوبر الذين لعبوا أدورا مهمة في صوغ اليمن والتعددية السياسية والديموقراطية ، حيال هذا المشهد المخيف ، بل الانهيار الذي بات كارثيا ، نتساءل عن أسباب غياب تيار وطني سيادي وديمقراطي يتصدى للمشاريع التي تسعى إلى إسقاط البلد وكيانه .
لماذا جنحنا إلى الخنوع رغم الجوع والبؤس وارتضينا المهانة مع قوى التبعية وهذه ليست من صفة اليمني الحر ولماذا لم يعد لدينا على أقل تقدير بدائل ومشاريع بديلة مقابل ما يطرح من مشاريع تبعية للخارج .
لماذا أخفقت جميع القوى المتحررة من تشكيل جبهة معارضة وازنة متماسكة ، علما بأن كل مكوناتها موجودة داخل الأحزاب وفي وسط المستقلين ولماذا لا نتحدث بلغة وطنية واضحة ومفهومة للداخل والخارج وللدول الحريصة على السلم والحريات ونستند إليها في دعم اليمن واستقلاله ، أم أنه بالفعل خمدت رغبتنا في أن نكون أحرارا وأسيادا ، فهل فعلا هذا هو السبب في عدم تشكل هذه الجبهة ؟ نوفمبر ٢٠٢٣
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال