ارسال بالايميل :
9476
بقلم : عادل الشجاع
لقد وقف شعبنا اليمني مع شعوب العالم المظلومة، وسطر بذلك صفحة لا مثيل لها في التاريخ ،فقد وقف مع كل الشعوب المضطهدة من فلسطين إلى أفغانستان إلى البوسنة والهرسك إلى فتنام والسودان وقدم المال على حساب قوته ما من أزمة تجتاح دولة إلا واليمني يقاسم أبنائها لقمة عيشه، وهاهو اليوم يواجه مصيره منفردا يعيش في عالم النسيان..
لقد كانت اليمن عبرة بما تشكله من مثل، فهي لم تستسلم أبدا ولم تبع قضية شعب آخر، لم تقدم التنازلات أبدا، لم تخن مبادئها أبدا..ومن حقنا أن نقاوم وسنحظى بدعم كبير من شعبنا، فهو شعب ذكي على درجة كبيرة من الوحدة ومن الثقافة ومن الروح النضالية..اليمن التي كانت أول من يتضامن مع الشعوب الأخرى، وهي قادرة على أن تتضامن مع نفسها..
لم نذهب إلى الإمارات أوالسعودية وإيران لمحاربتهم ،لكنهم هم من جاؤا إلى بلادنا وزرعوا المليشيات العميلة بدافع الاعتداء علينا وعلى شعبنا، أداروا حربا مفتوحة وحملة مطولة، لا توازيها حملة في تاريخنا، وعلينا أن نتخذ قرارنا الآن، إما أن نكون مع وطننا أو نكون مرتزقة نعمل مع العدو لقمع شعبنا..
نعرف أن أي إنجاز يعتمد علينا ،صحيح أننا لا نعرف ماهو الطريق الذي ستسلكه هذه الحرب، لكننا نعرف طريق الحرية، فنحن أمام مخطط يقضي بإنهاء الدولة اليمنية تحت راية القوة وبنظر القوانين والمؤسسات الدولية التي ترعى هذه الحرب في اليمن..
يحتاج أمننا إلى قوة، وشعبنا هو القوة الجاهزة للدفاع عن حريتنا ومستقبل أبنائنا ،لن ندع المليشيات تتحكم بمصير شعب بكامله ، نحن أمام نزاع بين الخير والشر ومواجهتنا للشر وللإحتلال لا نخلق مشكلة، وإنما نحل مشكلة وسنقود المنطقة كلها لحل المشكلة، وعلى شعوب المنطقة أن تساعدنا في ذلك..
نحن نحتكم إلى قوانين ومبادئ ،يريدون أن يفرضوا علينا الخوف ويستخدمون القوة لإخضاعنا وهم اليوم يحتكمون إلى مناهج ومفاهيم نازية، لذلك يتعاملون معنا كحشرات بائسة لا تهم في شيء ، والمرتزقة المأجورين للإمارات والسعودية وإيران، لا يخونون وطنهم فحسب بل يخونون الإنسانية..
لا يمكن أن نقيس الضرر الذي أصاب اليمن خلال سنوات الحرب التسع بعدد الأطفال والرجال والنساء من القتلى والمعوقين فقط، وإنما أيضا بملايين الأطفال والأمهات والرجال والنساء الذين سيستمر معهم الأثر النفسي طوال حياتهم..
لا أحد في العالم سينصحنا بأن نستسلم للقتل والظلم دون أن ندافع عن أنفسنا ،لقد بلغ كذب النظام السعودي والإماراتي من الحجم أن قاع البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي لا يتسع له، تسع سنوات من الحديث عن التحرير، ومن يعترض على ذلك يتحول إلى مجرم من وجهة نظرهم ،يجري الحديث الآن في هذه اللحظات عن مفاوضات ولكنهم لا يريدون سلاما حقيقيا لأنهم يتفاوضون مع من صنعوا معه المشكلة ولا يتفاوضون مع من يريد إنهائها، فالخيارات ماتزال أمامهم قليلة فقد استهلكوها جميعا في غير محلها..
هناك أوغاد دنيئون يعملون أجراء باعوا قرار وطنهم للخارج وهم يعملون على إطالة الصراع ،ومع ذلك لن يتمكنوا من وقف الحياة في اليمن، نحن نتمنى للشعب الإماراتي والسعودي والإيراني الخير ولا نتمنى لهم أن يضيع عدد لا يحصى من أرواحهم في حرب كالحرب التي تجري في بلادنا، نريد أن نكون أصدقاء لهم ولا نريد أن نكون أعداء،لذلك نريد منهم أن يطلبوا من أنظمتهم عدم التدخل في شؤوننا، نحن نكافح لأجل حريتنا ونفضل الزوال عن وجه الأرض ولا نفرط بها، تلك الحرية التي دفع ثمنها ثوار سبتمبر وأكتوبر ونحن على طريقهم حتى النصر..
٦ أكتوبر ٢٠٢٣
اضف تعليقك على المقال