ارسال بالايميل :
7900
محمد قشمر.
مازالت التعقيدات تحكم المشهد اليمني، وما زالت أيضا تتحكم في الكثير من الجهود التي تسعى الى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. حدثت الكثير من الأخطاء، وأحب أن اسميها مجازاً أخطاء من اجل ألا ندخل في دائرة الجدل البيزنطي الذي ساهم بدوره في إدخالنا في متاهاتٍ متناهية التعقيد ولم نستطع حتى الان الخروج منها.
اليمن بحاجةٍ ماسةٍ إلى دبلوماسيةٍ قويةٍ جداً في الفترة الزمنية الآنية التي يجتاح اليمن فيها إعصار دولي هو بذاته يساعد في التخريب والتدمير و القتل .
اليمن تعاني (وقد عانت من قبل ولو بشكل أقل) من سوء في الأداء الدبلوماسي الدولي ، قد يكون هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى ذلك التدهور في الأداء ، إلا أنه أيضاً كلما كانت الدولة أقوى عسكريا واقتصادياً واكثر استقراراً كلما كانت دبلوماسيتها أكثر حضوراً وقوة وأكثر وجود ، نعلم جميعنا أن ما تمر به اليمن يساهم بشكلٍ واضحٍ في تدني مستوى الأداء في الدبلوماسية اليمنية، و ايضاً يوجد هناك الكثير من القصور في أداء الكثير من السفارات اليمنية ، وهناك وجود وهمي غير فاعل للكثير من السفارات بما فيها من طواقم عمل لا تجيد أصلا العمل الدبلوماسي ولا الوطني، والكارثة هو ان لا يكون لدى أولئك الموظفين الحكوميين الإخلاص أو الرغبة في الأداء مما ينعكس سلباً على اليمن كدولة وعلينا كمواطنين.
خالد اليماني ممن تولى حقيبة الخارجية في الفترة الزمنية الحرجة لليمن عموماً ولوزارة الخارجية على وجه الخصوص، ومن خلال متابعتنا لما يقوم به أو ما يحاول القيام به رغم الكثير من المعوقات، فإنه ما زال كما أظن يحاول ان يعيد الخارجية اليمنية الى مسارها الصحيح. أعود فأسأل هل سيستطيع اليماني أن يعيد برمجة الوزارة وما بها من كم هائل من موظفين بدرجاتهم المختلفة يمكن أن يكون أهمهم هم السفراء ثم الملحقين؟ وهل سيستطيع أن يواجه ويقاوم الكم الهائل من أصحاب المصالح الشخصية أو الحزبية او القبلية والمناطقية الذين نالوا نصيبهم من تلك السفارات عبر الواسطة التي ساهمت بدورها في بناء اشخاص ومصالح شخصية وتدمير وطن .
اليمن لم يكن عاجزاً في يومٍ من الأيام فكراً وحكمة وسلوك ، لكن إدارة الوقت والأزمة هو الذي تحكم بالقائمين على الخارجية في مراحل كثيرةٍ من تاريخنا اليمني ، لهذا إن لم يكن هناك قيادة قوية تساند الوزير فإنه لن يستطيع ان يقدم الكثير ، ما وصلنا هو أن اليماني يسعى ويبذل الجهود ، وأن طاقته ما زالت في مرحلة البذل لكنا نخشى الكثير ومما نخشاه أن يصل الى مرحلة اليأس فيضع خلف ظهره فكرة إعادة التأهيل الدبلوماسي وتصحيح المسار في الخارجية اليمنية التي فعلاً تحتاج الى مواقف قوية وتاريخية للقيادة اليمنية .
نحن بدورنا نتمنى أن يحقق أكبر قدر ممكن من تصحيح المسار ، فلن نطالب منه المعجزات بقدر ما نطلب منه أن يبذل اقصى جهد ممكن مخلصاً في ذلك الجهد ليعيد الى خارجيتنا شيء من كرامةٍ أهدرتها المصالح الشخصية الضيقة والحروب العبثية التي جعلتنا صغاراً لا نملك الكثير من أجل أن نواجه الخارج الكبير الذي لا يحترم ولا يرحم أبداً الصغار .
اضف تعليقك على المقال