ارسال بالايميل :
9905
بقلم ؛ عمر الحار
جرى اخراج عاصفة جورج عن مجالها، رمورها كمقذوف كلامي خطير ،تشظى في وجه اللحظة واظهر هشاشتها وعدم قابليتها لصمود ،وعفوية الحق وصدق الحقيقة سلاح العروبة الضائع عنهم من عهد عمر ،وطال ضياعهم لقرون . لنواصل رحلة الاغتراب في كل عصر وفي كل مصر ولا عزاء للعروبة التي تقيم حروبها على الكلام . ومن يخشى الكلمة لايصنع وطن ولايبني مجد للاجيال .
معالي الوزير الجميل نحن بحاجة لاحراق موروث كل العرب ،وخلق قطيعة مع تاريخهم التي نعلم متى بدأت صناعة هزائمه ولا نعلم متى تنتهي . ونحن بحاجة لاحراق تاريخ الخيانة مثل النساء واطعام قبحها،قذارتها جذوة الحطب ،وبحاجة للاعتراف امام مرآة الذات باننا اتباع ابو لهب وقابلين لبيع الرسالة في كل الحقب، بحفنة من ذهب ،او كعب ناعمة لعوب تبول كل اكبر شنب ،ونقر بالاجماع نحن كذبة كبرى و تمثال خشب ،لانذكر الله والتاريخ والوطن الجريح الا في الخطب،فلا مجال يتسع للحديث عن آصالة العرب المشكوكة النسب ،القابلين لتعايش مع عفانة مخلفاتهم وخلافاتهم المزمنة و المفخخة بالجهل والتضليل .
عاصفة جورج عرت هشاشة العربي ونزعته غلالة تبعيته العمياء للاخرين ،واكدت سرعة استجابته للصراعات وخلق بؤرها من العدم في حياتنا العربية،وهي اقوى عاصفة اعلامية للحقيقة ضربت الاوساط الرسمية لدول وتقاليدها منذ سقوط الخلافة وحتى ثورات الخريف العربي، والعربي لا يعرف ربيع في حياته وفي اوطانه على ماقيل فيها من كلام تجاوز الثورات وقراءتها المنهجية المدمرة للمنطقة ودولها وشعوبها وسكوتنا المخجل على ماجرته من خراب لبلاد العرب وضياعهم وتدشين رحلتهم الفلكية للمجهول في ظلمات العصر الرقمي الحديث .
ونحن نمضي بلا خارطة ولا مفاتيح لمعالم طريقها ونستقي المعلومة من قوت اولادنا .وهنا نموت على بوابة العصر ونستعد للقتال في ميادين الكلام الذي اهلك العرب قديما وحديثا،ولم يتمكنوا بعد من اعلان توبتهم عن ممارسة حروب الكلام والصمود والمكوث فيها لسنوات طوال واعتمادهم على التمر والجمر كمصدر للطاقة والغذاء .
نكئ معالي الوزير والوجه الاعلامي المنير الاستاذ جورج احدث جراح العرب ،وكشف خطورته على ماتبقى من جسد الامة الذي يعاني من اللالتهاب اصلا ومضادات الحروب فصلا ولم يستجب لشفاء بعد .،وقال آن لها ان تتوقف ،كلمة حق جرى توظيفها باطل وبصورة لا تخطر على بال عاقل او جاهل في بلاد العرب المعلولة بقياداتها وانظمتها السياسية الهزيلة والعاجزة عن الوقوف في وجه عاصفة العصر وحضارته ولم تصمد ثوان لكلمة عاصفة من وزير عربي صادق مع عروبته وتاريخه المهني الناصع .
معالي الوزير .
للاسف العرب لايعلمون بانهم يعيشون لحظة الانحلال والخروج من التاريخ وممنوعين عن صناعته .
وياليت كل حكام العرب الاحياء منهم والاموت وبلا استثناء يستشعرون ضرورة اعتذراهم لشعوبهم على قبح افعالهم بانفسهم وتمتعهم الآثم بجرائم وهزائم معاركهم الهلامية والهوائية والفضائية التي لا انتجت ماء،ولا خلطت طحين،ولا استعادة كرامة ولا ابقت قدسية لفلسطين .
تحياتي معالي الوزير الكبير .
اضف تعليقك على المقال