ارسال بالايميل :
2860
بقلم : محمد سالم بارمادة
عدن حيث الانتشارُ المُسلح والفوضى الأمنية على مرأى كل الناس , حتى صار الزمنِ الأمني في عدن لا يُقدم ولا يُؤخر لأنه أُعيدَ خمسُونَ سنة إلى الوراء , و أصبحت الدولةُ اضعفُ خلقِ الله في عدن , وباتَ المواطِنُونَ بوضعيةِ الهائِمُون على وجوهِهم يمشُونَ من غِير هُدى , المليشيات مِن أمامِهم والاغتيالات والقتل بدم بارد مِن ورائِهم , فأين المَفرّ؟..
العارفُ بخفايا الإنْسِ والجانّ يعلمُ إن الوضعَ في عدن يدعُو إلى الحسرةِ والألمِ ويُصيب بالإحباط ، فقد ضاعت الحقائقُ وتاهت المواقِف النبيلةَ وسط زخم صُوت المليشيات المُسلحة التي تجِدها في كلِ مكان مُنتشرة , وأفعالِها تعدت الحُدود وفاقت التصرفات الطبيعية .
امتَهنت المليشيات المسلحة في العاصمة المؤقتة عدن لُعبة القتلِ والخطفِ والسلبِ والخرابِ بقوة السلاح , وترويع المواطنين مستهينةً بالدماء و مُتجرِدة كاملاً من الإنسانية , يُنتهك فيها عُذرية المحبة ويُتاجر بقدسية الأديان , ويُستباح عرض الأوطان , والثوابت خاضعة للمتغيرات , والفهلوة نجاحاً والنصبُ شطارةً , والضمائرُ مُستعارة في السراء والضراء , هوية الجلادِ واحدة , والضحية المستباحة المستضعفة ، في ظل غياب القانون ، هي دائماً تلك الضحية التي تثير في النفس نوازع الوجع والحرقة والألم ، وهي هذا الإنسان العدني البائس البسيط الذي شاء حظه العاثر أن يرى ساحات التصفيات والصراع ، ولأذنب له في كل ما يجري على أية حالِ .
إن السلاح المُنفلت والخارج عن نطاق الدولة والشرعية الدستورية يهدد الأمن والاستقرار ، وثقافة العنفُ التي تتواصل بنجاح منقطع النظير في العاصمة المؤقتة عدن ، واستمرار سفك الدماء بهذه الطريقة الرخيصة يوحي بأننا ما زلنا بعيدين جداً عن ثقافة التسامح والتصالح التي طالما تشدقوا بها ليل نهار ، وعن العيش في أوطان تسُودها الطمأنينة ، والمحبة ، والوئام ، والسلام .
باختصار شديد.. المليشيات تؤجج الوضع وتعرض الأمن السلمي للخطر في عدن , فيغيب المنطق والقانون ويُستباح كل شيء، طالما ظلَ العقل والحكمة والتبصر غائباً عن هؤلاء المليشيات الانقلابية , والعبرة ليست فيما نراه ، ولكن في التخلص من هذه المليشيات المتوحشة التي جثمت على صدور الناس بقوة السلاح , ولم تعنيها لا من قريب ولا من بعيد كل المتغيرات والتطورات التي قطعتها الإنسانية في غير مكان , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .
اضف تعليقك على المقال