ارسال بالايميل :
8042
بقلم : عمر الحار
لا نملك تقييما ميدانيا لحقيقة الاوضاع القتالية في مأرب ،وان تميل الكفة في الميزان العسكري لصالح قوات صنعاء التي تضرب حصارا خانقا على المدينة، وتركها وحيدة تواجه مصير من سبقها من مدن ومحافظات اليمن المتهاوية كحجار الدينمو في مخطط الانقلاب ،والاستسلام لائمتها الجدد،طوعا وكرها .و في خضم اليأس العاصفة بمأرب وازدياد المخاوف من قرب سقوطها تلقى ليلة الاحد الفائت محافظها الشيخ سلطان العرادة محادثة مرئية من المبعوث الامريكي تيم ليندر كنج ،تناولت وكالة الانباء الكشف عنها،باسلوبها الخبري المعتاد ،دون الافصاح عن الموقف الامريكي من الحرب الضروس التي تواجهها مأرب و ماتبقى من مديرياتها الايلة للسقوط مع مركزها الاداري ،الذي يتعرض لاستهدافات عسكرية محرمة في القوانين والمواثيق الدولية وتعد انتهاكا صارخا لقواعد الاشتباك وتصنف بحسب ضحاياها جرائم حرب بامتياز، وسط سكوت المجتمع الدولي عنها .
ولا نستطع الجزم بالخفايا التي ناقشها المحافظ وتيم ولكنها تترك الباب مشرعا قليلا للتاويلات على المواقف الامريكية من حرب اليمن ،والتي ربما تكون هي الموجه الدولي لها خدمة لاهدافها و حساباتها السياسية الدقيقة ومطالبها الخفية من المنطقة ومستقبل نظمها السياسية على الرغم من دورانها في الفلك الامريكي بانتظام شديد وانقياد اعمى،وقد يكون ذلك غير كاف لاطماع واشنطن فيها وهي عادة ماتتحرك بناموس ديني خفي اخذت ملامحة تتشكل بوضوح في توجهاتها وسياستها الخارجية و استشعارها بنفاذ اهدافها من توظيف التطرف السني في كل المجالات ،وتعميم تجاربه على مختلف البلدان منذ نهاية الحرب الافغانية الاولى ، وبعد ضربه بجنون عديد من دول الغرب المتقدمة ودول الشرق المتخلفة ،و عملت بكل تأكيد على تأطير الدروس المستقاه من تجربة التطرف الديني والارهاب المذهبي الموجه من قبلها عقب اسقاطها القناع عن ادوارها الواضح في صناعته .
وتركزت دعائم السياسة الامريكية في المنطقة عقب حرب الخليج الثانية على التمادي مع مشروع تشيعها وسعيها الحثيث لمحاصرة المملكة العربية السعودية بعمقها الروحي والمذهبي المعروف الواسع الانتشار والاتباع بطوق مذهبي من الدول الشيعية الوليدة المولية قبلتها المذهبية والسياسية لايران عوضا عن مكة والرياض .
ولم نتحصل على افادات وثيقة عن طبيعة محادثات المبعوث تيم والمحافظ سلطان على اهمية توقيتها المثير للاستغراب،و اعتماد الوكالة بالتأكيد على نسخة صوتية له في اعداد خبر لقائهما الفضائي،وعلى عادتها تجنب الخوض في المحظور من الكلام والمعلومات،وان عرف عن السياسة الامريكية ترك خيط رفيع يوصل للمعلومات التي تريد الافضاء بها بصورة غير مباشرة في هذا النوع من المواقف الغامضة، وهي لن تخرج عن احد الاحتمالين اللذين لاثالث لهما وانحصارها في التعبير عن رفضها لاجتياح مأرب او مباركتها له .
اضف تعليقك على المقال