ارسال بالايميل :
8590
نجيب المظفر
حاصر المشركون مدينة رسول الله في العام الخامس من الهجرة وظن المنافقون أنها ساقطة لامحالة فقالوا: (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل أخذوا يرجفون، فكانت العاقبة كما صورها القرآن: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال) ليس هذا وحسب بل بُشر المسلمون في خضم المحنة بفتح صنعاء وفارس والروم.
اجتاح التتار بلاد المسلمين حتى أن المسلمين من شدة ذلهم أخذوا يرددون ما ترسخ في نفوسهم من قناعات مفادها: (من قال لك بأن التتار يهزمون فلا تصدقه) فكانت العاقبة أن بدأ من عين جالوت تهاوي أسطورة القوة التي لاتهزم.
اجتاح حفتر في قرننا الحالي مناطق شاسعة من الغرب الليبي وأخذ يتقدم في عمق طرابلس العاصمة وأخذ يرغي ويزبد فكانت العاقبة أن عادة الكرة عليه وأصبح العالم كله ينادي زورا بحقن الدم الليبي، وتمكنت حكومة الوفاق من فرض شروطها.
اجتاح الأمريكان قبل عشرين عاما أفغانستان للقضاء على طالبان وتصدير الديمقراطية للشعب الأفغاني حسب زعمهم وفجأة إذ بطالبان تنهض من تحت الركام وتجتاح المدن وصولا الى العاصمة والحكم في أشهر قليلة معدودة.
اجتاح الحوثة صنعاء ووصلوا إلى عدن وفي خلال أشهر قليلة تم استعادة محافظات عديدة وبات الجيش يقاتل على مقربة من كهف مران.
فلا يهولنكم ما يغرد به إعلام المليشيا الذي لايعي أن العبرة في الصراعات بالمآلات وترقبوا المآلات حتى لاتندموا يومها فيكون حالكم كأولئك الذي قال الله فيهم: (وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة ياليتني كنتم معهم فأفوز فوزا عظيما).
اضف تعليقك على المقال