نجيب المظفر ما إن يتحقق للمليشيا شيئا على الأرض إلا وترى وتسمع الرعاع الذين يترقبون لمن ستكون الغلبة يسلقون الأبطال الذين يواجهون في الميدان بألسنة حداد ليس حبا فيهم لأنهم إن كانوا كذلك، وكانوا يؤمنون بالقضية التي يقاتلون في سبيلها ما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مع الخوالف الذين سلمت من ألسنتهم المليشيا، ولم يسلم منها الأبطال الذين يقاتلون دفاعا عن حرياتهم، وكرامتهم، وعزتهم جاهلين أو متجاهلين أن سموم ألسنتهم، وأقلامهم لا تصب إلا في صالح المليشيا التي إن قُدر لها أن تنتصر ولن يكون لها ذلك بإذن الله فإنها حتما ستمطي ظهور هؤلاء الرعاع مستعبدة لهم لأنها تعي جيدا أن الرعاع يجب عليهم أن يعيشوا رعاعا أذلة تطئوهم الأقدام. فعلى رسلكم معاشر الرعاع فالحرب ماتزال قائمة وهي صولات وجولات وكر وفر ولايغرنكم ما قد تحققه المليشيا هنا او هناك فكله على حساب كرامتكم الإنسانية أما المقاوم الذي ما سلم من نتن ألسنتكم وأقلامكم فيكفيه أنه أثبت رجولته يوم تخليتم عن رجولتكم ظانين أن الحرب لاتعنيكم فكنتم أول من صادرت المليشيا حرياتهم، وامتهنت كرامتهم، ونهبت أموالهم، وجردتهم من استحقاقات المواطنة، وجيشتهم لتفتتح بهم امام العالم أكبر سوق للنخاسة في العصر الحديث فهل ترعوون؟!