ارسال بالايميل :
2068
بقلم : عمر الحار
عدن بوابة الموت،ومدرسة الجريمة الاولى في حياة البشر،وفنار فنائهم من على ظهر الوجود،وهي محرقة العالم في كل الديانات وهنا تتجلى علاقتها الازلية بالجريمة واحتفاظها بها كنوع من الاقدار الحتمية في حياتها.
وتاريخ قصتها الحزينة مع الدم تتجدد في كل المراحل والعصور وتتوارث جيناتها في حياة الاجيال،وذلك من الحقائق المسلم بها، وغير قابلة للجدال . يكتوي الناس باقدارها وهم على عهدهم بالوفاء لها ،وهي تؤخذهم في نزهة الموت كل يوم ولا تبالي بحياتهم،وادمنت اكل بنيها بتعبير عبقري اليمن وشاعرها البصير عبدالله البردوني،ولا تحفل ذاكرتها المائية بقتلاها وتدوين اسمائهم على الرمال لسهولة نسيانهم وترك فسحه في السجل لهواة لعبة الموت القادمين اليها من كل فج عميق .
مخضبة يداها بدم الفتنة الاولى، وتنزف اليوم من دم احفادها،ولا ترهن عمرها بحياة الضحايا،ولا تستجيب لحساب،وستكون كلمة الرب الاخيرة على عباده ويقضون بنيران بركانها،وكانت بحق مهبط الجريمة والعقاب،ومنها تعلم البشر ممارسة الاثم والقتل وابتكار اساليب مدراتها وتطويرها من غراب ناعق ،ونالت البشرية استحقاق العذاب الساحق منها.
ولا نظلم عدن ولا نتجنى عليها بقدر استقرائنا لحالها واتقانها لصناعة مشاريع الموت العابرة للاعمار في حياة اجيالها ،وشهيتها المفتوحة لاحراق العالم .
حزنت شبوة على من قضى نحبه بالامس من فلذات اكبادها في عدن،وعدن تعاني من ارتباك الناطق الرسمي لمليشياتها التي عجزت عن تقمص مكر الغراب في موارة الجريمة حتى بالكذب والتضليل، وهي لا تفقه في العلم ولا الدين فتيلا .
وتحتفظ ذاكرة العالم بخوفها من محرقة عدن ،وهي مؤقنة بها لايمانها بالكتاب .
اضف تعليقك على المقال