ارسال بالايميل :
5864
بقلم : عمر الحار
كنسمة البحر احمد ،وممطر كالسماء ،عظيم العطاء،قتل الليلة في عدن، وحزنت عليه شبوة وهو من الخالدين في تاريخها حيا وميتا .
قتل احمد ابو صالح ،ولحق بمن سبقوه من ضحايا صراع الرفاق الجدد الذين ضاقت بهم الارض بمارحبت ،وضاقت يجرائمهم عدن الغارقة في احزانها على كواكب الشهداء الراحلين عنها كل يوم ،ولا تقوى على وداعهم وان بكتهم بعين حراء،وعينها الاخرى منصبة على وداع شهيد جديد .
ولست ادري كيف يستقبل صالح هذه المساء الحزين الكئيب بعد افول نجم ابيه المضئ والساطع في الحياة على قسوتها ،وهو الفتى اليانع الذي يحتاج لعطف ابويه،واحمد كتلة مشاعر تمشي على الارض وتبكي لانين المسحوقين على ظهرها،سيغضب صالح على فراق اباه على طريقة عدن، وسيغضب البحر على رحيله ويلقي باحزانه دفعة واحدة عليها،ولن يحتمل غسل جرائمها واحزانها في الخليج الذي يسقيها مع بينها كؤوس العذاب ويكرهها على نسيانهم ودفن ذكراهم الحية في المياه.
وللبحر ذاكرة مثل البشر .
ويتذكر وجه احمد الاسمر النحيل منذ الصغر وعشقهما عميق الاثر .
ولن تغيب ذكرى قتله على ايايدي الغجر .
رعاة البقر الذين يتلون على ضحاياهم ونعم القرار اليوم استلمت ثمن البقرة،ولا فرق بين قتل شهيد او عشرة،والناس يخلقون للموت وفي انتظاره هذه فسلفتهم في الحكم وفي الحياة،ويعيشون على هديها منذ الاستقلال الناقص الذي يقتلهم مع المدينة كل يوم .
وعدن على عادتها لا تحفل لموت احد ولا لنجاته لانها مواطن الاحزان ،ومدينة النسيان منذ فتنة الاخوين قابيل وهابيل وهي تعيش بذاكرة مثقوبة لتقوى على الحياة بعقلية قاتل مجنون .
دفع احمد كغيره من عشاقها ثمن حبه لعدن و قتل على يديها، ولسان حالها يردد بصوت حزين ومن الحب ما قتل وهو ديدنها في المؤاساة على الراحلين من الشهداء .
بكيت احمد كما لم ابك احد من قبل ،وحزنت كما لم اعرف الحزن لرحيله المفاجئ ،وهو فاكهة الصحافة الشبوية وثمارها الناضجة في كل الميادين ،واحمد من اعلامها الخالدين المستبشرين بقدومه هذا المساء مع ملائكة رب السماء وهم السعداء في الدنيا والدين اخوي الشهيدين عادل الاعسم وصالح الصائلي .
كئيب مساء عدن كنهارها الدامي اليوم وحزينة شبوة على مقتل احمد ومن معه من الشهداء اسامة لملس الصغير،وصدام الذي يوحي من اسمه بانه مشروع قائد عسكري لم يكتمل بعد .
رحمة الله عليهم رحمة الابرار،واسكنهم الجنة نعم الدار مع من اصطفى من عباده الاخيار رضوان الله عليهم اجمعين .
اضف تعليقك على المقال