ارسال بالايميل :
8768
بقلم : عمر الحار
تحظى زيارة المبعوث الاممي هانس هاندوبرج الى عدن ولقاءاته المتعددة فيها باهتمام ملحوظ على اكثر من صعيد،كونها تأتي بعد عاصفة من الاحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخرا بين فصائل من مليشياتها المسلحة،دون الكشف عن توجهه الى صنعاء وسط تصعيد مليشياتها لعدوانها الدموي على مأرب بعد ظفرها بصيد عسكري سهل وثمين في شبوة وعودة سيطرتها الغموس واستيلائها على ثلاث من مديريات المتاخمة لمأرب و تمثل البوابة الجنوبية لها .
ولزيارة اهميتها وان جأت في اجواء مشحونة بالحرب والتوترات في كل من عدن ومأرب وشبوة ،وصعوبة احتسابها نوع من خلط الاوراق على السفير هانس لتزامنها مع تدشينه لمهام عمله في اليمن،وزياراته الميدانية لعاصمتها الثانية عدن ولقاءاته بدولة رئيس الوزراء وعدد من قياداتها المحلية واقطاب المليشيات المسلحة المتحكمة بالمدينة التي استبقت قدومه بجولة دامية وحامية من القتال بين اجنحتها المتصارعة على التسلط والعمالة والفساد ،خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما يضعف قوتها ويحد من عنفوانها البربري ويسهل مهمة ممثل الامم ان رغب في انتزاع الموقف الذي يريده منها بعيدا عن استقوائها بمراجعها المعروفة في التحالف ،على العكس من نظيرتها في صنعاء المستمية في جبهات مأرب من اجل الحصول على مواقف اقوى عسكريا وسياسيا داعمة لوجودها غدا على طاولة المفاوضات والحوارات التي تراعها الامم ،في ظل صمت المجتمع الدولي على جرائمها المرتكبة فيها .
ولن تخرج جولة السفير هانس على اقطاب الازمة في عدن والرياض على اهميتها من طابعها البرتكولي المتعارف عليه ، باعتبارها الزيارة الاولى له ،دون تجاهل خلفية الرجل الكاملة عن اليمن، وامكانية الاستعانة بها في تكوين الاطار العام لمباحثاته مع كل طرف منها على حدة .
وهناك افراط متعمد في تعاطي مختلف الاوساط مع جولة هانس الجديد،والشروع في تجييرها المسبق لخدمة مصالحها،بعيدا عن حقيقة التوجهات الاممية ورؤيتها الخفية لمستقبل حل الازمة اليمنية وبصورة مرضية لكافة الاطراف المتداخلة فيها.
اضف تعليقك على المقال