ارسال بالايميل :
7859
بقلم : عمر الحار
سنوغل اليوم في الحديث عن الثورة اليمنية الاولى والثانية واسباب ضياعها بعد عمر مديد،ويظل كل حديث عن الثورة اليوم فاقد لمعناه ،وبيزنطي عقيم لا جدوى له ،وخارج اطار التفكير المنطقي السليم ومدعاة لتخبط في الكلمات والعبث بها،دونما الاستفادة منها والاستعانة بها في معرفة علل وامراض ثورتي سبتمبر واكتوبر ،والاجتهاد في معرفة وتحديد نوعية وضعف ابينتها وهياكلها الثورية،ونجاح القوى الرجعية في الانقضاض السلس عليها ،والفتك بها في عاصمتي ديار اليمن صنعاء وعدن ،والامعان في دراسة غياب الوعي الوطني المباغت واضمحلاله في لحظات ،وهو يمثل السياج الواقي لهما من المؤمرات الداخلية والخارجية .
سقطت قلعة الثورة السبتمبرية وعاصمة الجمهورية صنعاء، ولم تطلق على الحوثي رصاصة بندقية،وسقطت قلعة الثوار والاحرار والعاصمة الثانية للجمهورية عدن ،ولم تطلق على العملاء رصاصة بندقية .
تمدد الحوثي خارج صنعاء وغزا كل محافظات الشمال ،وتقهقر الانتقالي في عدن وجثم عليها كابوس رهيب بث كل احتقاناته وسمومه وامراضه المناطقية العفنة والمزمنة فيها.
وفتح عجز الاخير عسكريا وغباه السياسي شهية الحوثي وعاود اجتياحه لمحافظات الجنوب ،والتهم بصمت ثلاث من مديريات شبوة واشرف على الاطاحة بالرابعة منها باعتبار مرخة السفلى مهيأة لسقوط في اية لحظة وفي مؤشر خطير يوحي بامكانية اجتياحه وسيطرته على ماتبقى من شبوة والمحافظات الاخرى .
واي حديث عن الثورة في هذه الاوضاع يظل بلاقيمة بعد ضياعها لسبعة اعوام والسكوت المطلق والمطبق لشعب عليها، وتقبلهم لفقدانها بصدر رحب ،متجاهلين تبعات تضحيتهم بالثورة والقبول بلا وعي منهم بعودة حكم الائمة والطاغوت عليهم .،ومن يمتلك الحجة الشافيه لاقناعي بالتفريط الوطني الشامل في الثورة التي علمت الاجيال وغرست فيهم قيم الحرية والاستقلال ومحاربة قيود العبودية ونفض غبار الذل عن كاهل الانسان اليمني جنوبا وشمالا .
ويعز على كل يمني غيور الحديث عن الثورة اليمنية بهذا القنوط، والحديث المر عن امكانية الانتصار لها، وهي الضحية الاولى ونظامها الجمهوري معا،ولابد من مواجهة انفسنا والبحث في خفاياها عن اسرار تراجع عنفوانها الثوري،وانبعاث بوادر استعدادها الذاتي للذل و الهوان ،والتنازل الطوعي عن الكرامة الانسانية التي فطرنا علينا واستقينا منها حد الارتواء في عهدها الثوري .
ومن العار الحديث عن تفريطنا في الثورة وهي على بوابة عقدها السادس من العمر ،ونسمح في غفلة وطنية بضياعها بعد عمر مديد يمثل حياة ثلاث اجيال يمانية متعاقبة.
ومن العار التفريط بهذه السهولة في منجزاتها العظيمة في شتى مناحي الحياة .
ومن يقدر على تمييز نوعية الخلط في الاحداث اليمنية،والقدرة على توصيف وقوف قادة ومناضلون من الطراز الاول والثاني في صف الانقلاب على الثورة والجمهورية ،وتخاذل الشعب وغيابه عن الدفاع عنهما، وتخليه الطوعي عن موجبات وضرورات الحفاظ عليهما.
وكأنما انبهر الشعب بالتحالف العربي الزاجل في السماء وغرته الاماني واطماعه في امكانية استبدال ثروات بلدانه الغنية بالثورة والاستغناء عنها ،ولم يستفق بعد،وهو يشارف الموت من اطغاث احلامه وذهابها كالسراب .
وما تشهده اليمن الجمهوري اليوم من كوارث وانقلابات تختلف شكلا ومضمونا عن سابقاتها من الاحداث التاريخية في اهدافها وتحالفاتها ،وترتع الذكريات في عقول كل الثوار عن حصار صنعاء وصمودها الاسطوري طوال ثمان سنوات عجاف امام جحافل الامامة الاولى، وكسرها والانتصار الابدي ام المؤقت عليها ،والجواب متروك لكم وللايام وهي كفيلة بالاجابة عليها .
وهناك ارهصات اولية لضياع الثورة يمكن اختصارها في مظالم الانظمة المتاعقبة عليها،وانحراف بوصلة تحقيق اهدافها وتجيير مصالحها ،وهضم ابطالها والاجحاف القاتل في حقوقهم والانتقاص منها .
اضف تعليقك على المقال