ارسال بالايميل :
9504
نجيب المظفر
من رحم التحديات يولد الرجال الأبطال، وتكتمل بطولاتهم، فلا رجولة بلا بطولة، ولابطولة بلا تحديات تُجابه فيها الأخطار، وتُقتحم فيها الصعاب.
وعليه فإن ما يحدث اليوم في أطراف شبوة، ومأرب هو امتحان حقيقي لرجولة الرجال الذين تحتاجهم مرحلة التمكين التالية للنصر، والتي تتطلب رجالا يمتلكون رصيدا بطوليا بإرادات فولاذية صلبة تفل الحديد، وعزائم عصية على الإنحناء، والإنكسار إلا لله العزيز الجبار، ومواصفات رجال التمكين هذه لاتولد مع أصحابها ابتداء بل تكتسب، ويقوى عودها، وتصقل حينما يصهر كل أدعياء الرجولة في بوتقة الإبتلاءات، ومجابهة التحديات حيث لايعبر من تلك البوتقة إلا القليل ممن عرفوا مايريدون، وما يُراد لهم، فوثقوا صلتهم بربهم، وازدادوا ثقة بعدالة قضيتهم، فوثبوا يقارعون الجحافل المتداعية عليهم من كل جانب، وكلهم عزيمة، وتصميم على النصر لاسواه الذي إن صدقوا في تصميمهم عليه أنزله الله عليهم في اللحظة التي يظنها الكثير من المراقبين، واليائسين المنهزمين لحظة هلكة محققة، وبصورة لم تكن لتخطر لهم فضلا عن غيرهم من اليائسين المثبطين على بال لأنها لم تكن في حسبانهم، فإذا الفرج، والسعة، والأمن، والتمكين، والرخاء بكل أنواعه كائن متحقق قد عجز عن منعه كيد الكائدين، وتربص الماكرين، وشماتة الحاقدين، ويأس المثبطين،
وراجعوا إن شئتم حقائق التأريخ تنبئكم عن نصر قطز في عين جالوت الذي جاء بعد تفشي اليأس من النصر على التتار بين المسلمين بصورة أثرت حتى على معنويات بعض قادة جيش قطز الذي ألجأهم يأسهم من النصر الى الفرار الى السودان قبل التحرك لميدان المواجهة.
فثقوا بالله وأعدوا واستنفروا ولن يخيب الله آمالكم، فهو حسبنا، ومولانا، ونعم الوكيل، والمولى، ولا نامت أعين المعتدين، والمتأمرين، والحاقدين، والشامتين.
اضف تعليقك على المقال