ارسال بالايميل :
4645
بقلم : محمد سالم بارمادة
بعد أيام قلائل سيحتفل أبناء الشعب اليمني بمرور تسعة وخمسون عامًا بالتمام والكمال مضت وانطوت صفحاتها على ثورة 26 سبتمبر المجيدة، تعاقبت عليها أجيال وراء أجيال, ثورة شعب حر أبّي ضحى بالغالي والنّفيس من أجل بصيص أمل في بحر من اليأس, ثورة استرداد لكرامة وحرية كل اليمنيين الذين عانوا من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية والحرية المفقودة ومن كل قيم التخلف والتضليل والشعوذة والدجل, ثورة جاءت للتحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .
تهل علينا الذكرى التاسعة والخمسون لثورة 26 سبتمبر والوطن يعيش في هذه الأيام مرحلة دقيقة وصعبة وحسّاسة، تتطلّب معالجة استثنائية واهتماماً مركّزاً من قبل الجميع, الذين يشكلون جوهر وجوده، وعلّة حضوره، من حيث هو وطن يجب أن يصان بالتضحيات والتنازلات من قبل الجميع .
تأتي الذكرى التاسعة والخمسون لثورة السادس والعشرون من سبتمبر والأماميون يسيطرون على العاصمة صنعاء وبعض محافظات الوطن, ويتحكمون بثروات الشعب بنزعة استعلائية عدوانية, ويرون في أنفسهم أفضل المخلوقات, فهم يريدوا أن يجعلُونا نُسلم حلمنا وغدنا ومستقبلنا إلى ظلام يمتص كل ما تبقى من ضرر في نفوسنا, وان ننجرف إلى مستنقع التطرف والجهل والدماء, وبالتالي يدخلونا إلى دائرة جهنمية بلا عقل ولا منطق, فرقوا المجتمع وجعلوه أشلاء تُلملم خيبتها من على أرصفة صماء تتلون بدماء أبناء الوطن الواحد .
ها هي ذكرى سبتمبر العظيم الـ 59 تأتي بعد أن سرقت المليشيات الحوثية الإرهابية الإيرانية أحلام كل اليمنيين وأشعلتها حرباً في كل الوطن, وبعد أن انقلبت على مخرجات الحوار الوطني وأيضاً اتفاق السلم والشراكة الذي وقعت عليه مع الحكومة وذلك لفرض أجندة إيران في اليمن كما فرضت هذه الأجندة في بلدان أخرى في الشرق الأوسط .
تأتي الذكرى الـ59 لثورة 26 سبتمبر ونحن نمضي في طريق القضاء على المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الإرهابية التي انقلبت على الشرعية الدستورية وارتكبت ولا تزال تُرتكب حتى يومنا هذا انتهاكات جسيمة بحقوق الإنسان منها ما قد يصل إلى جرائم الحرب في مختلف أنحاء اليمن, وينشروا الفساد والرشوة والمحسوبية والتي بدورها قضت على العدالة الاجتماعية وأثارت الشحناء والبغضاء بين المواطنين .
أخيراً أقول .. إنَّ ثورة 26 سبتمبر ثورة شعب حُر أبّي, ثورة كانت ولا زالت اشرف وأعظم وأهم حدث حصل لليمن في التاريخ الحديث, مهما تآمر المتآمرون الانقلابيون الحوثيون الإيرانيون السلاليون الأماميون, ثورة حيّة في قلوب كل اليمنيين بالرغم من كل المحاولات لطمس الهوية السبتمبرية واستبدالها بهويات أخرى دخيلة على الشعب اليمني وانتماؤه العربي, والطموح المتواصل لاستعادة زمن الملكية التي ثار عليها الشعب بهذه الثورة السبتمبرية الخالدة، معززا بشعور طائفي استغلته إيران من أجل بسط نفوذها على اليمن , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .
اضف تعليقك على المقال