ارسال بالايميل :
6121
حنان الريفي - يمن اتحادي - فلسطين
مفاجأة مذهلة هزت أعماقة بكل عنف, فالطبيب يخبره بأنه يعاني من فشل كلوي, لاعب قوي البنية ينتظرة مستقبل باهر, لكن اليوم يتم إعلان وفاة المستقبل, حيث سيصبح نزيل المستشفيات بدلاً من الصالات الرياضية, لم يصحو من هول المفاجأة الا بمفاجئة أخرى, حين أخبرة الطبيب ان السبب للمرض هو تعاطي المناشطات الرياضية.
يقول اللاعب "س" 27 عاماً" تعرفت على المنشطات من خلال صديقي الرياضي وهو محترف، حينما بدأت أمارس لعبتي المفضلة، نصحني بأن أخذ بعض المنشطات التي تقوى لدى المهارات، وتجعلني أقوى وتولد لدي طاقة عالية وزيادة في التركيز.
وبفضل المنشطات أصبحت محط أنظار المدربين ، ولكن ذلك لم يدم طويلاً ، فبعد عامين بدأت أشعر بالتعب الشديد، حاولت تناسي الموضوع إلي أن أغمي على في أحد المرات، ونقلت للمستشفى، وبعد فحوصات عديدة، اتضح أني مصاب بالفشل الكلوي بسبب المنشطات وابتعدت نهائيا عن اللعب في سرية تامة .
المنشطات مخاطر تدميرية..!!
لقد احتلت المنشطات في الوقت الحالي مجـالا واسعا محليا و عالميا بعد انتشارها بشكل كبير و خطير في بلدان العالم كافة و قد امتد ذلك إلى فلسطين ، ويستخدم العديد من الرياضيين ورواد الأندية الرياضية المنشطات الرياضية لرفع مستوى قدراتهم الجسدية أو بناء كتلتهم العضلية في أقصر وقت ممكن، وبدأ بعض الرياضيين في تعاطي المنشطات، من اجل تحقيق أحلامهم ، متناسين المخاطر لهذه العقاقير أو المنشطات، والتي قد تكون سببا للوفاة في بعض الأحيان من جهة ، ومن جهة أخرى المسائلة القانونية والأخلاقية، والتي يعاقب عليها الاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية بحرمان اللاعب من ممارسة النشاط الرياضي ، وسحب اي انجاز قد قام بتحقيقه خلال فترة التعاطي.
المنشطات الرياضية كارثة عالمية ..
يقول وائل عفانة : مسؤول المشاريع في اللجنة الأولمبية سابقا ، و مسؤول لجنة اتحاد الشراع والتجديف حالياً، إن المنشطات محرمة دولياً لأنها تحفز الجسم بطريقة غير طبيعية لإعطاء أداء أعلى من الطبيعي أو الوضع العادي. وهذا يكون غير عادل بين اللاعبين، وتم تحريمها لان أثارها الجانبية مضرة جدا بالجسم قد تصل الى حد الموت، والنتائج الرياضية لمتعاطي المنشطات تكون أفضل وهذا يعتبر غش و خداع ويتنافى مع القيم والأخلاق في المنافسة الرياضية الشريفة .
تكلفة مالية مرتفعة..
ويضيف الدكتور سليم رمضان نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني للطب الرياضي ، أن المنشطات بالمفهوم الرياضي هي مواد أو طرق تستخدم لزيادة القدرة في الأداء اصطناعيا ولها تأثير على الناحية البدنية والرياضية ، فمنها مواد يمنع منعا باتا من استخدامها أثناء المباريات وخارج المنافسات ، ويوجد نوع يمنع أثناء المنافسة وكل رياضة لها أنواع محظورات مثل المنبهات والمدرات وغيرها , ولها نوعين من الأضرار سريع يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وغيرها وطويل المدى ويؤثر على القلب والكبد والخصوبة وخصوصا عند السيدات الرياضيات .
وأشار " د.رمضان " ان هناك لاعبين مرضي يستخدموا الأدوية المحظورة طبيا ً، يتم التعامل معهم من خلال لجنة إعطاء الموافقات بعد الكشف على اللاعب وإرفاق نوع الدواء إلي لجنة مكافحة المنشطات وإعطاءه إذن محدود لاستخدامه .
واعترف " د.رمضان " أنه لا يوجد لجنة متخصصة للكشف على المنشطات في الاتحاد الفلسطيني للطب الرياضي ، ولكن دورها يقتصر على توعية اللاعبين من المشاكل وأضرار المنشطات وسلبياتها ، فالمعني العملي لا يوجد معامل تكشف استخدام المنشطات، لان المختبرات المعتمدة لدي اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات قليلة في العالم العربي بسبب تكلفتها الباهظة جدا , ومن الأدوية التي يتم التعامل معها على أنها منشطات الأنسولين, قطرات الافيدرين للأنف, مدرات البول, اللازيكس ومادة الفونتلين.
وشدد د. رمضان أن الوقاية من تناول المنشطات أمر ضروري قبل أن يجد نفسه مدمناً على بعض الأنواع, لذا فاننا نحتاج الى إجراء الفحوص المبكرة وبشكل دوري, كما نقوم بدوري تثقيفي, واضاف : "انه منذ عام 1995 حتي الآن يحاول الاتحاد الفلسطيني للطب الرياضي أن يجد طريقة لتفعيل الطب الرياضي ، فقد بنينا مؤسسات علي الورق من ضمنها اللجنة الفلسطينية لمكافحة المنشطات، ولكن على ارض الواقع لا يحدث شيء جديد لوجود إشكاليات عديدة تؤخر العمل في ذلك ، فاللاعبين محتاجين إلي توعية في جميع الألعاب ، وخصوصا بعض الألعاب التي يوجد جذب للاستخدام المنشطات فيها أكثر من ألعاب أخري".
للإعلام دور هام
ويشير اشرف مطر محرر رياضي في جريدة الأيام ، بأن الإعلام الرياضي يفترض أن يلعب دورا هاما في إبراز هذه الظاهرة الخطرة التي بدأت تنتشر, و لكن بالأساس يجب أن يكون هنالك توعية و ورشات عمل بهذا الخصوص، من جهات الاختصاص، سواء اللجنة الأولمبية أو اتحاد الكرة أو باقي الاتحادات الرياضية ، فهي الجهات التي تتعامل مع الاتحادات الدولية والتي ترسل لها باستمرار كل ما هو جديد عن المحظورات، لذلك يفترض باستمرار ان تعمل اللجنة الأولمبية والاتحادات إلى عقد لقاءات مع المسؤولين عن الأندية، لإعطائهم كل ما هو جديد فيما يتعلق بالمنشطات.
المنشطات الرياضية خطر يداهم حياة اللاعبين
المدرب عماد هاشم مدرب المنتخب الوطني للكرة الشاطئية أضاف :أن اللاعبين يكونوا واهمين حينما يشعروا بأن المنشطات والعقاقير تحسن من قدراتهم البدنية ، فقد يبدو لبعض الرياضيين تحقيق مكاسب بدنية من هذه العقاقير، لان فترة صلاحية العقار تنتهي بمجرد انتهاء فعاليته داخل الجسم مما يجعل اللاعب يتناول جرعات أكثر، وهنا تظهر الخطورة وتنكشف سريعا في المسابقات والبطولات الدولية وخصوصا لو وقع الاختيار عليه لإجراء الكشف الطبي لتناول المنشطات والتي لا مفر منها , وهناك علامات دالة على أن اللاعب يتعاطي المنشطات الرياضية ، فهو يصبح ذو قدرة تحمل كبيرة واليقظة وتراجع في الشهية، وزيادة الحركة، وقيامه بواجباته داخل الملعب من فترة إلي أخري، وتقلل من الشعور بالتعب المرتبط بالتدريب والشد العضلي الملازم لتعاطيه المنشطات، مما يحسن من قدرة الجسم على التدريب والتنافس إلى أعلى المستويات .
إمكانيات معدومة
ويشير محمد العمصي اﻻمين العام المساعد للجنة اﻻولمبية الفلسطينية و عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، انه لا يوجد لدي الاتحادات الفلسطينية المختبرات والإمكانيات والأجهزة التي تكشف تعاطي اللاعبين للمنشطات، لتكلفتها الكبيرة التي لا تستطيع الاتحادات توفيرها، ولا تتوفر آليات ولجان للكشف عن استخدام المنشطات في أجسام اللاعبين، ولكن الفحوصات تجرى فقط للاعبين المشاركين خارجيا بأخذ عينات منهم من قبل اللجان المنظمة .
المنشطات الطريق إلي الهاوية
وتضيف الدكتور غادة بن سعيد أخصائية نفسية ، أن استخدام الرياضي للعقاقير المنشطة والمخدرة المحظورة رياضياً تحدث اضطرابا نفسياً وعصبياً، يظهر في حالة عدم اتزان انفعالي بفعل تأثير المنشطات والتي بدأ يصاحبها الكثير من المشاكل تحت مسمي التحرر الثقافي .
وتشير بن سعيد إلي أن الأضرار الجسمية والنفسية للرياضيين تظهر من خلال مظهرهم الغير متناسق لشكل الجسم وبروز الصدر لدي الرجال ، وارتفاع الكولسترول في الدم ، والعدوانية والعصبية الشديدة علي اقل موقف، وتقلب المزاج وتشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، وتقلب الانفعالات من حيث شدتها وسببها، إلي جانب محاولة إذاء النفس والآخرين بشكل متكرر ، وأخطرها ضمور الخصيتين وقلة إنتاج الحيوان المنوي والعقم في بعض الحالات ، وقد تحدث بعض الإصابة بالأمراض السرطانية .
بدائل طبيعية ومفيدة
سماح وادي أخصائية التغذية تقول : إن اللاعبين يقسمون الي ثلاث أنماط ، فالنمط الأول يعتمد على الكربوهيدرات أولا ثم البروتينات، والنمط الثاني من يعتمد على البروتينات بشكل رئيسي مُستندا أنها المسؤولة على بناء العضلة، والنمط الأخير من اللاعبين من يعتمد على المكملات الغذائية الرياضية مع أو بدون المنشطات الهرمونية, ولكن جميع هذه الأنماط معتقدات خاطئة ، فالقضية ليست بحاجة إلى تقسيم لأنها تكاملية، فالرياضي يحتاج إلي جميع العناصر الغذائية وبنسب مختلفة ومتفاوتة من كل مجموعة غذائية، وحسب الفئة العمرية، ونوعية التمرين الرياضي والأهم هو هدف الالتحاق بالنادي هل لمجرد لياقة أم للمشاركة في مسابقات وبطولات, كما أنه يجب أن يحتوي غذاء اللاعب على الدهون ولكن الدهون الغير مشبعة كالأسماك والتونة والسردين والأفوكادو والمكسرات النيئة وغيرها.
وتضيف وادي : إننا لا نتكلم عن بدائل بل نصائح ، بالالتزام بالنظام الغذائي الخاص للرياضيين ، فإذا كان استخدام المنشّطات محظوراً ويؤدي إلى الاستبعاد النهائي للاعب، فهناك بدائل كثيرة قادرة على منح اللاعب الرياضي الكفاءة المطلوبة من خلال التغذية السليمة، واستعادة قدرته على أداء التمارين في الفترة الفاصلة ما بين مباريات وأخرى، إضافة إلى التقليل من حدوث تلف في العضلات والإحساس بالألم أو الإجهاد المزمن الناتج عن التمرين أو اللعب.
اضف تعليقك على الخبر