يمن اتحادي - متابعات*
قالت «مجلة نيوزويك» الأمريكية "كانت السعودية والإمارات شريكين حميمين لهما هدف مشترك متمثل بهزيمة جماعة متمردة في اليمن، لكن تباين مصالحهما واختلافها "وصل إلى ذروته" مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين حلفائهما في الدولة التي مزقتها الحرب".
وتتواصل المناوشات العنيفة بين حماية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي الذي تدعمه الإمارات، لليوم الثاني في مدينة عدن الساحلية الجنوبية. إذ وقف الجانبان في وجـه جماعة المتمردين المعروفة باسم الحوثيين الذين يتلقون الدعم الإيراني. وبرغم ذلك يرغب الانفصاليين الجنوبيين برؤية جنوب اليمن المستقل كما كان موجودًا في الفترة من 1967 إلى 1990.
واتهمت إدارة هادي الإمارات بدعم المطالب الجنوبية الانفصالية. وعلى الرغم من أن الجانبين اقتتلا في السابق مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، تأتي أحدث إراقة الدماء الحالية في خضـم سلسلة من التطورات التي شكلت اختباراً للعلاقات بين أبو ظبي والرياض.
ونشبت الموجة الاخيرة من الاضطرابات عقب استهداف هجوم صاروخي ادعى الحوثيون مسؤوليتهم وراء عرضًا عسكريًا في عدن الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل العشرات بين قوات الحزام الأمني ??الانفصالي. وألقى المجلس الجنوبي الانتقالي اللوم في نهاية المطاف على جماعة إسلامية موالية للحكومة تعرف باسم الإصلاح، وزعم بأن الهجوم خُطط بهدف إضعاف قبضة الانفصاليين على المدينة الاستراتيجية التي نقل هادي حكومته إليها.
بعد ذلك، اندلعت معارك بالأسلحة الثقيلة عقب تشييع جنازة المقاتلين الجنوبيين الذي قتلوا جراء الهجـوم.
المجلة الامريكية قالت "إنه وبرغم تأكيد البيان الذي اصدره الانتقالي الجنوبي اعترافه بهادي كرئيس وكذلك التزامه بمواصلة الحرب التي تدعمها السعودية والإمارات ضد الحوثيين، فقد كُلفت قوات الحماية الرئاسية الموالية لهادي بالدفاع عن القصر الرئاسي مع تصاعد حدة التوتر التي آلت الى تبادل لإطلاق النا".
وذكرت بأنه "كان يُنظر إلى الإمارات على أنها حليف مهم ضد إيران، على الرغم من أن أبو ظبي "خفضت فقط" من علاقاتها بطهران ولم تقطعها تمامًا في عام 2016، أسوة بالرياض. غير أنه ومع تزايد الاضطرابات المتزامنة مع التوترات الأمريكية الإيرانية الساخنة في الخليج الفارسي، اتخذت الإمارات العربية المتحدة موقفًا مختلفاً.
فقد رفض وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في شهر يونيو توجيه اللوم على إيران بخصوص الهجمات غير المعلنة التي استهدفت ناقلات النفط في خليج عمان القريب، مخالفاً بذلك الموقف المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
كما أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الشهر الماضي أن البلاد تعتزم تقليص وجودها العسكري في اليمن، خاصة في ميناء الحديدة المتنازع عليه. مع ذلك التقى مسؤولون من خفر السواحل الإماراتي ووقعوا مذكرة تفاهم بشأن الأمن البحري المشترك مع قوة أمن الحدود الإيرانية.
وقالت المجلة "حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة التقليل من شأن الأحاديث المتعلقة بانقسامها مع المملكة العربية السعودية، وبدا قرقاش كما لو كان يعلن أن أبو ظبي قد تراجعت عن تخفيض قواتها في اليمن الأسبوع الماضي".
فمع تدهور الوضع في عدن منذ الأربعاء، غرد قرقاش على حسابه بتويتر قائلاً "التطورات حول قصر المعاشيق تدعو للقلق والدعوة إلى الهدوء ضرورية". وقال إن "التصعيد لا يمكن أن يكون خيارًا مقبولًا بعد العملية الإرهابية الدنيئة" في عدن وأن "الإطار السياسي والتواصل والحوار ضروريان لمواجهة حالة التصلب والتراكمات التي لا يمكن حلها عبر استخدام القوة".
وتابعت المجلة "من جانبهم راقب الحوثيون بفارغ الصبر بروز خلافات في التحالف السعودي الإماراتي الذي يقاتلونه منذ ثلاث سنوات ونصف".
ففي اليوم التالي، صعدت الجماعة الحوثية من هجماتها عبر الحدود، وركزت الحرب مرة أخرى في أرض المملكة العربية السعودية. ويوم الخميس، علن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجومين على مطار أبها الدولي في المملكة باستخدام الطائرات المسيرة.
*يمن شبابtv
اضف تعليقك على الخبر