يمن اتحادي - متابعات*
لم يتأكد بعد عن طبيعة الانسحاب الإماراتي العسكري المفاجئ من اليمن، والذي أعلنت عنه "ابوظبي" الأسبوع الماضي، وأحدث القرار جدلاً واسعاً محلياً ودولياً، فيما لم تكشف – بعد - عن الآلية المتبعة في عملية الانسحاب ذاتها؟
في جديد الانسحاب، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: أمس الجمعة "إن مسؤولين بالديوان الملكي السعودي تدخلوا شخصياً لمحاولة ثني الإماراتيين عن الانسحاب من اليمن.
وحسب مراقبين: فالانسحاب في هذا التوقيت يعزز وجود خلافات طفت إلى السطح بين قطبي التحالف – كما يأتي والسعودية زعيمة التحالف تتعرض لضربات مستمرة من قبل الطيران المسير الذي تعلن مليشيا جماعة الحوثيين المسلحة مسؤوليتها عنها.
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء بررت الإمارات على لسان أحد مسؤوليها حسب وكالة الصحافة الفرنسية السبب وراء سحب قواتها من اليمن: أنه يأتي ضمن إستراتيجية وتكتيك جديد يقوم على إحلال السلام بدلاً من العنف.
وحسب ما نقل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى عن مراقبين غربيين: فإن الانسحاب الإماراتي سيؤدي إلى عزل الرياض في اليمن تماماً حسب ما أوردته "رويترز".
محلياً، لا يزال الكثير من اليمنيين ينظرون لقرار الانسحاب الإماراتي – العضو البارز في التحالف - بكونه نوع من المخاتلة السياسية لا أكثر، فالإمارات سبق أن أعلنت الانسحاب وتخفيض قواتها في فترة سابقة، وتبين خلاف ذلك.
عسكريون أكدوا لـ "بلقيس" ملاحظة الانسحاب الإماراتي وخاصة في محافظة مأرب شرق اليمن، وذلك من خلال سحب آليات عسكرية ومنظومة الباتريوت التابعة لها، وقال أحد القادة العسكريين فضل عدم ذكر اسمه "إن الانسحاب لن يؤثر على سير المعركة التي يخوضها الجيش الوطني ضد الانقلاب منذ سنوات في مأرب وباقي المحافظات الأخرى.
حتى الآن لم يظهر أي تصريح رسمي من قبل الشرعية المتمثلة في الرئيس عبده ربه منصور هادي، ولا من الحكومة أو قيادة الجيش الوطني، فيما تأتي أغلب التصريحات والتسريبات المعلقة على قرار الانسحاب من دوائر وصحف ووكالات أنباء غربية.
ينظر لهذا الانسحاب المفاجئ من زاوية أخرى؛ بكونه تنفيذاً لاتفاق سعودي اماراتي - قطبا التحالف في اليمن - غير معلن؛ تمهيداً للخروج من المستنقع اليمني بعد تزايد الكلفة المالية والسياسية والأخلاقية في البلاد لفترة خمس سنوات كاملة.
وبدأت الخميس الماضي قوات سعودية بتسلم ميناءي المخا والخوخة، اللذين كانت تستخدمهما الإمارات في حملتها العسكرية للسيطرة على الحديدة، فيما الموانئ في جنوب البلاد لم تسلمهم القوات الإماراتية حتى الآن.!
وبخروج الإمارات وانسحابها نهائياً ينتهي مسمى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتصبح السعودية مستمرة في هذه الحرب بمفردها، وهو الأمر الذي سيزيدها عزلة داخل اليمن وخارجها بعد الانحراف الواضح في أهداف التحالف، وفي نفس الوقت تصاعدت قوة ونفوذ جماعة الحوثيين، فيما لم تكسر عسكرياً ولم تعد الشرعية إلى أي من المناطق المحررة، القضية التي ضاعفت من حنق اليمنيين على التحالف ودوره في اليمن.!!
*بلقيسtv
اضف تعليقك على الخبر