ارسال بالايميل :
676
كتب / ابو زين
في واحدة من أبرز ملامح الصراع بين الإرادة الوطنية الحرة وبين الرضوخ للهيمنة الخارجية والمشاريع الطائفية والمناطقية، ظهر الشيخ أحمد صالح العيسي، كأحد أبرز تجليات اليمنيين ضميراً ووطنية وشهامة ورجولة، أمام أطماع أولاد زايد التوسعية، وأمام مشاريع انفصال تقزمية يقودها مرتزقتهم في “المجلس الانتقالي”، أو شبق كهنوتي رجعي نحو امتلاك رقاب اليمنيين واستعبادهم بدعاوى رجعية مقيتة عبر مليشيات الحوثي.
طيران بلقيس الاكثر اماناً
ولطالما كان الشيخ العيسي، ومنذ بدايات نشاطاته المجتمعية والسياسية والإنسانية، لاعباً قديراً وعنصراً محورياً في المشهد اليمني لا يمكن تجاوزه.
ومنذ أن وطأت أقدام أولاد زايد مدينة عدن الباسلة، بدأت مشاريع الخيانة بالتجلي والظهور، وبدأت سكاكين الغدر والعمالة تتوجه صوب “العيسي”، مستهدفة إياه، ومن خلفه السلطة الشرعية، في محاولة مستميتة لإسقاط آخر قلاع الإرادة الوطنية الجامعة.
وهنا يبرز التساؤل الأكبر: ما هو السر الذي يدفع كل تلك الأطراف (أولاد زايد والإنفصاليون والحوثيون) للاستماتة في السعي نحو النيل من الشيخ العيسي وما يمثله من رمزية فارقة لدى عموم الشعب اليمني.
وبنظرة خاطفة على سيرة حياة الرجل وتاريخه المهيب، يدرك المرء أسباب ذلك الاستهداف وخفاياه؛ فالعيسي كان الرافد الأهم والداعم الأبرز للسلطة الشرعية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، طوال هذه السنوات العصيبة التي تشهدها اليمن.
لقد ساهم في إعادة بناء الدولة التي دمرها الانقلاب الكهنوتي الحوثي، وكان دعمه اللامحدود للمقاومة في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة وتعز عاملاً رئيسياً في حسم المعركة ضد مليشيات الكهف.
وبعد النصر المؤزر هب الشيخ العيسي لبناء مداميك الدولة، بدءاً بمؤسستها العسكرية، لإدراكه أن هناك من ينسج في الخفاء مؤامرة خبيثة للانقلاب مرة ثانية على أصوات اليمنيين، فكان هو مهندس ألوية الحماية الرئاسية، حائط الصد الأقوى للشرعية أمام الخصوم والمتربصين.
ولولا تلك الخطوة الجبارة من الشيخ العيسي لكانت الإمارات قد نجحت عبر جناحها العميل المسلح “المجلس الانتقالي” في إسقاط الشرعية عبر انقلاب عسكري نفذ مطلع العام 2017م، لكنه باء بالفشل الكبير.
الشيخ احمد صالح العيسي
العيسي لم يكتف بلعب تلك الأدوار التاريخية فقط، بل وبإصرار المحارب وطموح السياسي المحنك أدرك احتياج الدولة الوليدة للاستقرار كي تصعد وتستمر، ففتح أبواب دعمه السخي واللامنقطع لتأسيس جهاز أمني قوي، وترسيخ القوة العسكرية الضاربة بيد الدولة، ومدّ القوات المسلحة ووزارة الداخلية بالغذاء، حتى أن الدولة صارت مدينة له بمبلغ يفوق الـ 170 مليون دولار.
وهنا تبرز شهادة اللواء شلال مدير أمن عدن في الدور الذي لعبه الشيخ العيسي، حيث قال: “العيسي لم يتركنا في أحلك الظروف فكانت يده ممدودة بالمال لتحرير الضالع من الحوثيين أنفق ماله للحرب لتحرير الجنوب وانفق ماله لسعادة وتفريج كرب وهموم الناس له دين علينا حتى الآن و ما يجحد حق العيسي إلا جبان أو عدو خسيس”.
وفي خضم انشغال العيسي واهتمامه بتثبيت ركائز الدولة الأمنية والعسكرية لم يغفل عن مواصلة دوره الإنساني ومد يده البيضاء في كل ربوع الوطن الحبيب ليعم خيره القاصي والداني، فكان أكثر شخصية يمنية تتكفل بتسفير وعلاج جرحى الحرب في عدد من دول الخارج وعلى نفقته الشخصية، بالإضافة الى دعمه اللامحدود لقطاعات عديدة في المجتمع.
كل تلك الأحداث والوقائع تكشف معالم شخصية يمنية متفردة حد النصوع، ومتجذرة بمعاني القيم الوطنية والإنسانية، ومترعة بالتفاني والإخلاص لليمن؛ فالعيسي لم يكن يوماً ساعياً نحو منصب أو جاه وهو القادر على نيل أرفعها قدراً وقيمة، كما أنه وقف مخلصاً لقيادته وشعبه ووطنه في أصعب المخاضات التي مر بها، وعرض تجارته ونفسه وأهله للخطر مفضلاً البقاء في صفوف الأوفياء الأنقياء على خيانة أحلام اليمنيين.
لهذا يبدو من الطبيعي، بل المنطقي جداً أن يكون العيسي هدفاً لأعداء الوطن والدولة والإنسانية
اضف تعليقك على الخبر