- أخبار هامة- عارض الصورتقارير وحوارات

مسؤولون في الحكومة: يجب تصحيح العلاقة مع التحالف وإعادة ترسيم الأدوار

 

يمن اتحادي – خاص

يبدو أن سياسة الإمارات في اليمن تزيد من الشرخ بين اليمنيين والتحالف الداعم للشرعية، خاصة بعد الانحراف الواضح في سياستها بدعمها مجاميع مسلحة وبنائها قوى وتشكيلات عسكرية خارج نطاق الدولة، الأمر الذي يخالف تماماً الهدف الأساسي لتدخل دول التحالف العربي في اليمن وهو مساندة الشرعية حتى القضاء على الإنقلاب الحوثي واستعادة الدولة.

علاقة معقدة

أصوات من داخل الحكومة اليمنية الشرعية نددت أكثر من مرة بذلك التمادي الإماراتي الذي يستهدف وحدة اليمن وأمنها، بل وأمن المملكة العربية السعودية، الذي تهدده مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، الأمر الذي يستدعي رص الصفوف وتوحيد الكلمة في سبيل القضاء على تلك المليشيات الباغية.
في أكثر من محفل ومناسبة وموقف أكد سياسيون ومسؤولون في الحكومة اليمنية أن العلاقة بين الشرعية و التحالف الذي ماتزال الإمارات أحد أذرعه والذي تدخل من أجل دعمها ومساندتها، تبدو أكثر تعقيداً، وذلك في ظل تنازع الأدوار والصلاحيات والصراع من أجل الحضور، حيث تمضي الإمارات باسم التحالف بعيداً عن ما أتت من أجله لتحرير الأرض من الإنقلابيين، فقد ذهبت لتعطيل جبهات التحرير وتقليص الدعم لجبهات الجيش والمقاومة الوطنية التي تتساقط مواقعها في أيدي الانقلابين واحداً تلو الآخر أمام مرأى الجميع.
ترك التحالف العربي الذي تمثله الإمارات في عدد من المحافظات المحررة مواجهة الإنقلابيين وتفرغ لتنفيذ أجنداته وأطماعه في المناطق المحررة وتقويض حضور الشرعية،
ومع كل يوم يمر دون إصلاح العلاقة تخسر الشرعية من نفوذها وحضورها لصالح التشكيلات الموازية والمليشيات العسكرية التي تدعمها الإمارات باسم التحالف، اختلال أظهر أصواتاً مناوئة لسلوك التحالف من داخل الشرعية، تطالب بإصلاح العلاقة وإعادة ترسيم الأدوار.

تصحيح العلاقة

نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، أحمد الميسري، دعا إلى ضرورة تصحيح العلاقة بين الحكومة اليمنية ودول التحالف.

وقال الميسري خلال كلمته في لقاء عدن التشاوري الأول، إن الشراكة مع دول التحالف جاءت في إطار الحرب ضد الانقلابيين الحوثيين، ولم تكن شراكة في إدارة المحافظات المحررة.
ولفت الميسري إلى أن اليمن قد تكون دولةً ضعيفة، لكنها ما زالت دولة، تمرض لكنها لا تموت.
وزير النقل صالح الجبواني هو الآخر أبدى امتعاضه من العلاقة مع التحالف الذي تُضاعف إجراءاته معاناة اليمنيين

متهما التحالف بعدم منح الحكومة تصريح عبور طائرات اليمنية لنقل آلاف المواطنين العالقين في الخارج.

وطالب – في تغريدة له – التحالف بزيادة عدد رحلاتها، مشيراً إلى أن الطيران اليمني بات غير قادر على نقل اليمنيين بسبب تقليص التحالف لعدد رحلاته الجوية.

استياء واتهام

استياء قيادات الشرعية من العلاقة مع التحالف تعدى ذلك إلى اتهامها بتصفية الخصوم كما جاء في اتهام وزير الدولة اللواء عبدالغني جميل

الذي قال إن الإمارات تتعامل مع من يعارضها إما بالإقالة أو منع الدخول إلى عدن وربما يتطور الأمر الى التصفية تحت ذرائع متعددة.

وكان نائب رئيس الحكومة الشرعية الأسبق عبدالعزيز جباري قد اتهم دول التحالف العربي أكثر من مرة بعدم الجدية في هزيمة الحوثي، ومنعها الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن.

وقال جباري إن التحالف العربي هو من أخر الحسم العسكري وأنه لم يقدم مساعدات للشرعية.
وقال جباري إن قرار تحريك جبهات الجيش الوطني بيد التحالف بقيادة السعودية والإمارات وأن الدولتين لا تريدان هزيمة الحوثي.
ونبه جباري أن السعودية والإمارات لو كانتا تريدان هزيمة مليشيا الحوثي.. فهل سيعجزان عن ذلك بكل صراحة ووضوح ؟”

التصريحات الجديدة التي أطلقها المسؤولون في الحكومة الشرعية اعتبرها ناشطون وسياسيون تصعيداً ومكاشفة ضد ممارسات التحالف وتضييقها على اليمنيين ليطرح ذلك تساؤلاً نصه.. هل ستنتهي تلك المكاشفة هذه المرة بإجراءات و خطوات تصحيحية حقيقية في العلاقة بين الحكومة والتحالف أم أن الأولى ستعود للصمت و الأخيرة ستمضي في أجنداتها ضاربة بثوابت وسيادة اليمن ومستقبل اليمنيين ووطنهم عرض الحائط؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى