استعاده الجيش السوداني للمعركة الوطنية أثار تساؤل الشارع اليمني حول مدى إمكانيةتحقيق ذلك في البلاد؟ ولماذا تأخر ذلك منذ أكثر من عشر سنوات؟
قائد الجيش السوداني البرهان، أكد في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدةاستمرار بلاده في هزيمة المعتدين وطردهم بغض النظر عن مقدار المساعدة والدعم الذييجدونه من دول الإقليم التي لم يسمها.
اشتراطات للشرعية السودانية للانخراط في أي مبادرات تنهي الحرب إذا تم دعم الملكيةالوطنية للحل وإنهاء احتلال الميليشيات المتمردة لمختلف المناطق.
أما بالعودة إلى الحرب اليمنية فيبدو الجميع مسؤولا عن تصاعد الصراع وفشل إنهائه. فبحسب مراقبين يتقاسم أطراف الحرب مسؤولية مشتركة، والمسؤولية يمنية بالدرجة الأولى،فإن كان الهدف الاستراتيجي للطامعين بالجغرافيا اليمنية هو إضعاف اليمن فإن الخطوة الأولىهي تمزيقها إلى كانتونات، لكن منذ أن بدأت عاصفة الحزم والسياسة اليمنية في انحدار نحوأطماع دول التحالف ومشروعها لتقسيم وتفكيك البلاد ما أسهم في إضعاف قوى الدولةوالجيش.
البقاء على الأرض
يقول الباحث السياسي نبيل البكيري، إن التحولات التي حدثت طوال الأشهر القليلة الماضية فيالمشهد السوداني هي تطورات لافتة وهامة تشير إلى تحول كبير في استراتيجية الشرعيةالسودانية وإمساكها بزمام الأمور.
وأضاف: كما يقال هذا التحول ينبئ على كثير من الأشياء التي ربما حدثت في إطار استعادة زمامالأمور في المسرح العسكريات والعمليات في السودان على امتداد هذه المرحلة، وهذا بطبيعةالحال هو نتيجة بدرجه رئيسية وواضحة أن هذه الشرعية لا تزال على أرض المعركة ولم تغادرالحكومة البلاد.
وتابع: صحيح أن الحكومة غادرت العاصمة الخرطوم إلى العاصمة البديلة "بورتسودان" لكنعلى عكس الحال في اليمن التي غادرت الشرعية اليمنية الجغرافية اليمنية إلى دوار الجوار.
وأردف: البقاء خارج الجغرافية وخارج البلد طوال فترة طويلة يصيب الحكومة بالترهلويصيبها أيضا بنسيان المهمة التي هي فيها، ويتحولون إلى مواطنين عاديين، والفارق الوحيدبين المسؤول والمواطن العادي أنه لديه امتيازات ومرتبات عالية وامتيازات كبيرة يصرفهابعكس الحكومة في السودان.
وزاد: بقاء الحكومة السودانية في الداخل طوال هذه الفترة أدى إلى عملية مراجعات كبيرةلأخطاء المرحلة السابقة، وهذه المراجعات التي تمثلت باستعادة كثير من الأجهزة الأمنية التيكان تم حلها كهيئة العمليات الخاصة والعديد أيضا من الأجهزة التي كان قد تم التخلص منهافي المرحلة الماضية.
وقال: المشهد في السودان مشهد لافت و يشير لتحول كبير في هذا المشهد وتحولات نراهاعلى المستوى العسكري والمستوى السياسي أيضا، على عكس الحالة في اليمن، حالة مترهلةتزداد سوءا وعوامل الفشل تتضاعف بشكل أكبر مما يؤدي إلى نتائج عكسية،حالة اللا حرب واللا سلام اللا دولة واللا استقرار، وانهيارات متتالية على كل المستوياتالسياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأضاف: دراماتيكية الأحداث في اليمن كانت متسارعة بشكل كبير جدا، وغياب الرؤية السياسيةلدى الرئيس عبد ربه منصور هادي وللمقربين منه، جعلته لا يتصرف بشكل طبيعي ومعقولسياسيا وأمنيا وعسكريا.
وتابع: في السودان ربما قراءة القيادة السودانية للأحداث ربما كانت تدرك، فكان المشهد واضحوخاصة قدفي الأيام الأولى، لأنه منذ 2019 وحتى 2023 كان هناك أحداث تمضي باتجاه واضح،بأن هناك مساعي لابتلاع البلاد واختطاف الدولة السودانية.
عقل واحد
يقول رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام الدكتور السوداني إبراهيم ناصر، إن الدولةالسودانية تعرضت لهجمة من طرف غازي داخلي ومدعوم من دول خارجية حاول تشكيلالمشهد السوداني حسب رؤيته، ويريد أن يلغي ما يسمى بالشعب السوداني، ويدخل شعبجديد ينتمي إليه إما "اثنيا" أو "عرقيا" ويشكل المشهد السوداني حسب ما يريد.
وأضاف: العقل الذي خطط للحرب اليمنية هو نفس العقل الذي خطط للحرب السودانية، فمسألة خروج السيد البرهان من القيادة كانت هي المرحلة الأساسية التي غيرت معادلةالبحث عن الشرعية.
وأوضح، أن البرهان عندما كان محاصرا في القيادة العامة كان الهدف القضاء عليه، وإعلاننظام حكم جديد يقوده المليشاوي محمد حمدان دقلو، وعرض على البرهان أن يغادر مقابلسلامته وسلامة عائلته.
وتابع: كما جاء على لسان البرهان نفسه، حيث قال: جاءني شخص وقال لي اطلع اخرج منالقيادة وأمن مستقبلك ومستقبل عائلتك، فكان ردي لهذا الشخص إلى الان لا ينساه قلت له: أنا لن أبيع وطني انا لن أترك هذا الوطن لأجل شرذمة تتحكم في مصير البلاد.
وأردف الدكتور ناصر: عندما خرج البرهان من القيادة قرر أن يحافظ على شرعية الجيشالسوداني وعلى حقوق المواطنين السودانيين التي اغتصبتها ميليشيا الدعم السريع.
وزاد: الجيش السوداني عندما اندلعت هذه الحرب في داخل الخرطوم اندلعت من النقطةصفر والجيش السوداني تعرض للغدر من داخله، فالمؤسسات العسكرية كانت مسيطرة عليهامن قبل مليشيات الدعم السريع أو بعض منها كانت تحت نيران أسلحة ميليشيا الدعمالسريع.
وقال: الجيش السوداني الآن استعاد زمام المبادرة واستطاع أن يؤهل من المقاومة الشعبيةشباب متمرسون في مسالة القيام بعمليات حرب المدن والمناطق المأهولة، ونلاحظ أن هناكتغير في المعادلة العملياتية والمعادلة العسكرية عندما سيطر الجيش على أجزاء مهمة منمدينة أم درمان القديمة، ودحر مليشيا الدعم السريع في الإذاعة والتلفزيون، وسيطر على جزءمهم في السودان.
وأضاف: في خريطة الخرطوم أن الجيش السوداني يتقدم في منطقة بحري وهذه منطقة ايضامهمة وتعتبر المنطقة الصناعية أما المنطقة السياسية وهي منطقة الخرطوم ما زالت مليشياالدعم السريع تسيطر عليها مع أنها محاصرة الان، والجيش استطاع أن يمسك بزمام المبادرةواستطاع أن يزج بأسلحة ومقاتلين مؤهلين بصوره جيدة في مسألة التعامل مع مليشيا الدعمالسريع.
وتابع: اليوم نحن أمام سيناريوهات، أن الجيوش التي تحركت من مدينة أم درمان ستلتقيبالجيش المحاصر في القيادة العامة وسيلتقي أيضا بالجيش المحاصر في سلاح الإشارةوبالتالي هذا سيكون التغير الأساسي في سير العمليات العسكرية في السودان.
وأردف: هذا طبعا ما يفرحنا ويفرح الشعب السوداني ويفرح كل الشعوب الحرة التي دعمتالشعب السوداني في محنته.
المصدر / بلقيس نت
اضف تعليقك على الخبر