ارسال بالايميل :
8492
لندن - خاص "يمن اتحادي"
قصص التفوق والنجاح التي يخطها شباب اليمن بروح الطموح الذي يبعثه الأمل من بين براثِن الألم هي قصص ملهمة لا تنتهي، وهناك العديد من الأمثلة التي يُشار إليها بالبنان، وفي هذا السياق نسلّط الضوء على إحدى قصص النجاح التي خَطَّها ورسم تفاصيلها الشاب المبدع محمد سالم حسن، المعروف بحمودي روس، والتي بدأت انطلاقتها من مدينة عدن، وتواصلت أحداثها وصولاً إلى القاهرة ثم إلى لندن في رحلة فريدة صِيغَت مفرداتها بحروف الأمل لتصنع تجربة من تجارب النجاح التي لا تزال تجري أحداثها حتى اللحظة، لتقدم لنا مثالاً فريداً وملهماً من قصص المثابرة والإصرار على تحقيق النجاح والتفوق في مختلف الظروف..
وُلِدَ الشاب اليمني المبدع محمد سالم حسن المعروف بحمودي روس، في ثغر اليمن الباسم مدينة عدن بتاريخ 26 فبراير 2003م ونشأ وترعرع، وعاش أيام طفولته في هذه المدينة الجميلة والساحرة، والتي أنجبت لليمن العديد من الشخصيات والمواهب الإبداعية المميزة والخلَّاقة في شتى المجالات..
بدأ حمودي روس أُولى خطوات مسيرته التعليمية في مدينته الأم عدن، وتفتحت أُولى مواهبه الإبداعية فيها، وظهرت براعته الفريدة في مجال الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم، وتنامت طموحاته العالية منذ وقت مبكر، وتنامت لديه الرغبة والشغف في تحقيق التفوق والنجاح الباهر في هذا المجال على نحو مستمر..
غير أن تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية التي أوصلت البلاد إلى حالة الحرب في اليمن، كادت أن تُجهِض حلمه، لكنه لم يستسلم لهذه الظروف وتأثيراتها السلبية على مختلف جوانب الحياة، فتسلَّح بالأمل وعَقَد العزم على المضي نحو تحقيق أحلامه مهما كلفه ذلك من ثمن، ومن أجل ذلك فقد اضطر حمودي روس مثله مثل غيره من الشباب في ذلك الوقت إلى تعليق دراسته في عدن بسبب سوء الأوضاع التي أفرزتها الحرب، والتي جعلت طريق مستقبلهم المنشود غير واضح أو بعيد المنال بالنسبة لهم..
ومن هنا، فقد قرر حمودي روس أن يختط لنفسه طريقاً صعباً في مهمة البحث عن فرص النجاح الجديدة خارج الوطن، وخاض في سبيل ذلك العديد من الصعاب، حتى استقر به المقام في مدينة القاهرة عاصمة جمهورية مصر العربية، وهناك عاد فيها إلى استكمال مسيرته التعليمية وإلى تنمية مهاراته ومواهبه الإبداعية على طريق تحقيق أحلامه وطموحاته التي يحدوه الأمل في بلوغها بالمستقبل القريب..
ومضى حمودي في طريقه نحو الإبداع والنجاح على الرغم من صغر سنه، متجاوزاً كل التحديات والمصاعب التي اعترضت طريقه، واستطاع تخطْيها بكل عزيمة وإصرار ومثابرة، ولم تتوقف خطواته وطموحاته عند هذا الحد، بل إنها تعاظمت ونَمَتْ إلى حد بعيد حتى تهيأت له الفرصة في إمكانية السفر إلى بريطانيا، وهو ما تحقق له بالفعل عندما وصل إلى مدينة لندن ليواصل مشواره الطموح والمُفعَم بالأمل، وهناك عمل على تعلم اللغة الإنجليزية، حتى أصبح يجيدها بطلاقة، وقد ساعدته الظروف هناك بشكل أفضل في صقل مواهبه ومهاراته الصوتية وتطوير موهبته الفريدة في تلاوة القرآن الكريم وأداء الأناشيد الدينية الهادفة بصوته المميز والجميل..
ولم تتوقف طموحات حمودي روس عند هذه الحدود، بل كانت تلك إحدى المحطات التي يسعى إلى الانطلاق منها نحو آفاق أرحب وأكثر عُمْقاً واتساعاً..
ولذلك فقد وضع نُصْبَ عينيه المِضِي نحو استكمال مسيرته العلمية الطموحة من خلال الالتحاق بإحدى الجامعات البريطانية بهدف تحقيق حلمه الأول بأن يصبح مطور برامج اليكترونية مبدعاً وموهوباً، وأن يصبح أحد العلماء المميزين والمؤثرين في هذا المجال المبدع والفريد، والذي يرغب في تسخيره لخدمة حياة الناس ومنفعة البشرية..
ومن جانب آخر فإن رحلة حمودي روس الطموحة والمبدعة هذه لم تكن أيضاً بمعزل عن اهتمامات ومتطلبات الحياة اليومية في العصر الراهن، ولذلك فقد عمل على الدخول القوي والفاعل إلى عالم التواصل الاجتماعي، وأتقن بمهارة استخدام تقنيات السوشيال ميديا، وعمل على الاستفادة منها، ومن مختلف منصاتها التي تفسح له المجال في تعزيز وتنمية مواهبه الإبداعية التي يتميز بها..
وعمل على استغلال هذه المنصات لنشر الأناشيد التي يؤديها ونشر التلاوات القرآنية التي يجيدها بصوته المميز، وعمل على نشر العديد من هذه الإبداعات التي برز فيها في قناته الخاصة، والتي أنشأها على موقع يوتيوب الشهير، وقد قوبلت جميع أعماله الإبداعية تلك بتفاعل واهتمام بالغ لدى الكثير من رواد هذا الموقع العالمي.
وقد استطاع حمودي روس أن ينجح في الاستفادة من استكشاف عالم السوشيال ميديا المثير، واستطاع أن يعبّر عن نفسه من خلال ما قدمه من أناشيد إبداعية وتلاوات جميلة نالت الكثير من الاستحسان والإعجاب، ولقد تفوقت العديد من الأعمال التي عرضها على قناته في موقع يوتيوب بشكل لافت، ومن ذلك على سبيل الذكر مثلاً.. أنشودته الرائعة بعنوان "أتى رمضان" والتي حققت نسبة مشاهدات مرتفعة تجاوزت الـ 15 ألفاً خلال وقت وجيز ولا تزال حتى اللحظة تحظى بنسب مشاهدة متصاعدة كل يوم، وبهذا النجاح الباهر تعززت لديه الثقة بقدراته، وأصبحت لديه القناعة الكبيرة بأهمية الاستمرار في نشر المزيد من الأناشيد والتلاوات القرآنية التي تبرز قدراته ومواهبه، وتظهر جمالية صوته الرائع والفريد.
وفي الختام فإن مسيرة الأمل والطموح هذه التي انتهجها حمودي روس بجهوده الشخصية قد جسدت قصة نجاح حقيقية للشاب اليمني المثابر والمعتمد على نفسه وقدراته الذاتية في بناء مستقبله وتحقيق طموحاته وتطوير مواهبه، على الرغم من كل المصاعب والتحديات التي تواجهه، كما أنها قد جسدت حجم الأمل وقوة الشغف والإصرار على الاستمرار في السير بثقة وثبات خلف الأحلام الطموحة وتحقيق النجاح المأمول، وبصورة جلية تثبت للعالم أجمع أنه لا يمكن أن يكون هناك أي حدود لطموحات وقدرات الشباب اليمني المبدع إذا ما كان يتمتع بالمثابرة والإصرار، ويثق بنفسه ويؤمن بقدراته، ويعمل بجِدّ من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته.
اضف تعليقك على الخبر