ارسال بالايميل :
10024
فؤاد باضاوي
هي غنوة مكلاوية المنبع ، حضرمية اللسان ، طاف صوتها شوارع وبيوت المدينة ومطاريقها يخترق الصمت ويعانق نسيم هوى بحرها العليل ، ردد جبلها صداه وعنفوانه وكانت للأعراس عنوانا ، وعنقود عنبا حلو المذاق ، هي آخر ماتبقى من جيل الفنانات العظام الكبار للشروحات النسائية المكلاوية ، جيل نصيرة وحبانية ، صوت قوي النبرات ، غزير المعاني عاش أعراس وأفراح حضرموت ومثلها وطنيا بموروثنا الشعبي النسائي في المسرح الوطني بالتواهي في عدن عاصمتنا عدن ، نال الإعجاب وصفقت له القلوب قبل الأيادي ، صوت مكلاوي صميم يخترق القلوب قبل الآذان .. تسمعها ( تهدي ) تهيم بك شوقا لأيام الصبا تذكرني زمان الصبا وريحة أهلي وتنتزع الآهات من الحناجر بصوتها القوي الشجي .. (غنية سالم ) صوت تحفظه الذاكرة إغترب في دولة الإمارات وظلت المكلا المدينة والناس تسكن قلبها وعقلها مثل طائر بلاريش صانع من الشوق ريشي ، كم طفت بقصور ماودي الا عريشي ، اللي أخترته سكن لي من قديم الزمن .. غنية بموروث وألحان المكلا وحضرموت ، وصوت إفتقدته المكلا وغاب معه ( الهديني ) و ( الزهاء ) و السمر ووفاء الأحباب والأصحاب وإحتفظت إذاعة المكلا بأغنيات غنية الأسلوب والصوت المكلاوي الرقيق العنيد الذي يشع صداه حبا وعشقا لاينتهي
..غنية سالم ، صوت مسالم ، يحلق خفاقا في سماء الوجدان ، زوروهم وتخبروا عنهم ، زوروهم لما أماكنهم قالوا حولهم زهر ورياحين . مشتاقين للربع في الغيضه مشتاقين ، مشتاقين للشروحات النسائية النقية الصافية الصادقة في ( مطاريق ) المكلا وضواحيها في ( الشريعات ) والريوم ، صوت يذكرني جيل نسائي مكلاوي لايتكرر ، صوت الصفاء والسلا والفن والحب والشروع الوافية ، أسمع صوتها القوي يرن في أذني يحرك وجداني ، يهجج فيني الأشجان والأشواق ..
ستظل المكلا الهادئة الهانئة تذكرك وتتذكر سلاك وصفاك ونقاء صوتك ، لن تنساك الأجيال ، وسيأتي من ينبش في ذاكرة الفن ويقول هنا كانت فنانة جميلة ( غنية ) الشروحات والشروع الوافيه ( غنية )الوجدان والأنفاس المكلاوية الحضرمية الرائعة .. غنية سالم صوت الفرح والأعراس غرس في القلوب نفحات طيب وعنبر وبخور وعطور فاحت روائحه وعانقت عنان السماء يابنت سالم ..
غبتي وغاب السلا والغناء والفرح وطاب السمر قل دان يابن زين بالدان خل قلبي ، يذكر زمان وأوقات قد عدين في الجانب النجدي ، اللي في سفوحه الحمايم والعنق ردين ... غنية أنت بنقاء وقوة صوتك وتواضعك وحلاوة ( لكنتك ) المكلاوية الصادقة ، صوت فيه حلاوة وصفاء المكلا وصدقها يشنف الآذان ويعرج بك في ( مطاريق ) المكلا ويغوص في أعماق بحرها الفسيح الهادئ .. وتبقين أنت فنانة البسطاء والأعراس والأفراح ولن تنساك المكلا وحضرموت وستحضرين في حضرت الفن النسائي وموروثنا الغزير على الدوام .
اضف تعليقك على الخبر