يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الحوثيون يحفرون نكبة اليمن بأيديهم.. لا بأيدي إيران

الثلاثاء 06/مايو/2025 - الساعة: 10:00 م
الحوثيون يحفرون نكبة اليمن بأيديهم.. لا بأيدي إيران

 

الكاتب : فؤاد قاسم البرطي

بينما يتباهى الحوثيون بـ”ضربة” لا تُرى بالعين المجردة على مدرج مطار بن غوريون.. يغضّون الطرف عن الحفرة العميقة التي غرسوها في قلب اليمن.. حفرة حولت البلاد إلى ساحة خراب شاسعة لا تكاد تُسوى بأي ساحة حرب أخرى في العصر الحديث..
يفرحون بفتات استعراض رمزي.. وينسون أن اليمن بات بنك أهداف مفتوح لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا.. نتيجة مباشرة لتهورهم وادعاءاتهم الجوفاء بنصرة غزة.. غزة التي يرفعون اسمها في الشعارات بينما تُستخدم قضيتها الطاهرة كورقة مساومة قذرة في طهران.. أداة ضغط تفاوضية تتاجر بها إيران في المفاوضات النووية وغيرها.. والحوثيون للأسف ليسوا أكثر من بيادق تتحرك حسب رغبة الولي الفقيه..
والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كانت إيران فعلاً تملك الشجاعة والقدرة على ضرب إسرائيل.. لماذا لا تفعلها بنفسها؟ لماذا ترسل أتباعها وتبقى هي في مأمن من العواقب؟

ما جرى ويجري في اليمن ليس مقاومة.. بل مقامرة بمصير شعب كامل.. شعب يعاني منذ سنوات من اقتصاد منهار ومؤسسات مغلقة وأفق مسدود..
أين المصلحة الوطنية في تدمير مصنع أسمنت باجل؟ ومصنع عمران؟ وهما من أكبر المشاريع الإنتاجية في البلاد التي كانت تدر مئات الملايين سنويًا؟
ما الحكمة من إغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء.. وهما المنفذان الوحيدان لما تبقى من شرايين الحياة في بلد يموت ببطء؟إيران لا تدفع الثمن.. بل نحن من يدفع.. وهي لا تدخل المواجهة بشكل مباشر أبدًا.. لأنها ببساطة تعرف عواقب ذلك.. وتفضل أن تحارب بأيدي الآخرين وتفاوض بجثثهم..

والحصيلة : لا غزة تحررت.. ولا اليمن سلم..
كل صاروخ رمزي ينطلق من اليمن يقابله وابل نيران على الشعب اليمني المحاصر..
وكل هتاف طائفي يشعل مزيدًا من الأزمات والمجاعة والنزوح..

واختم بقول الشاعر : لكل داء دواء يُستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها!!

اللهم احفظ اليمن وأهله من العدوان الخارجي ومن الحماقات الداخلية..
وانصر إخواننا في غزة.. وارحم شهداءهم.. وفرّج كربهم وكربتنا..

#فؤاد_قاسم_جحمة_البرطي

اضف تعليقك على الخبر