الكاتب : فؤاد قاسم البرطي
من الضروري أن يرتقي النقاش الرياضي فوق المهاترات الشخصية.. وألا تتحول المنصات الإعلامية إلى وسيلة للإساءة أو التشكيك في النوايا.. نحن اليوم بحاجة إلى تكاتف حقيقي بين الجميع.. أندية واتحادًا.. لإنقاذ كرة القدم اليمنية من واقعها الصعب.. خصوصًا مع اقتراب استحقاقات هامة مثل خليجي 26.
فيما يتعلق بما يكتب هنا وهناك من منشورات.. كان لا بد من توضيح بعض النقاط:
الاتحاد اليمني لكرة القدم هو المؤسسة الرياضية الوحيدة التي حافظت على استمرارية نشاطها داخليًا وخارجيًا.. رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.. وهذا أمر لا يمكن إنكاره أو تجاوزه.. وهو ما أكده رئيس الاتحاد في آخر مقابلة تلفزيونية أجراها.
الحديث عن خلاف شخصي بين الأستاذ شوقي هائل سعيد رئيس نادي الصقر والشيخ أحمد صالح العيسي أمر مبالغ فيه.. الخلاف الحقيقي هو خلاف في الرؤى والأفكار.. وليس على المناصب كما يروج البعض.. الأستاذ شوقي رجل أعمال ناجح بإجماع الجميع.. وما قدمه لنادي الصقر خير شاهد على ذلك.. أما الشيخ أحمد.. فلم نسمعه أو نشاهده يذكر شوقي إلا بالخير.. وهو المعروف عنه بصراحته المعهودة التي لا تستثني أحدًا.. وسبق أن شاهدنا العيسي وهو يكيل العديد من الاتهامات لرئيس الحكومة السابق وعدد من الوزراء.. متحديًا الجميع أن يثبتوا عليه أي شبهة فساد.
الانتخابات القادمة ليست وليدة قرار فردي من العيسي الرئيس الحالي.. بل هي مطلب واضح من الاتحاديين الدولي والآسيوي لكرة القدم .. والذي فرضا خارطة طريق لإجراء الانتخابات وفقًا للائحة الدولية.. وبالتالي.. الحديث عن “تجاوز اللوائح” يحتاج إلى دلائل موثوقة لا مجرد اتهامات عامة كما يعمل البعض.
أما عن مقاطعة بعض الأندية للانتخابات.. فمن المهم الإشارة إلى أن الأندية التي أعلنت المقاطعة لديها مرشحون يخوضون الانتخابات.. ما يعني أن هذه المقاطعة ليست شاملة أو موحدة كما يظن البعض.. بل هي تعبير عن مواقف فردية داخل الأندية نفسها.
الحديث عن “صقر يغرد وحيدًا” فيه شيء من المبالغة.. لأن الاتحاد ليس في صراع مع الأندية بقدر ما هو ملتزم بتنفيذ قرارات الفيفا وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد.. والهدف الأساسي هو الحفاظ على استمرارية كرة القدم اليمنية.. بعيدًا عن الحسابات الشخصية أو الاصطفافات.
ختامًا.. كرة القدم اليمنية تمر بمرحلة حرجة.. ولا مجال الآن للمهاترات أو المزايدات الإعلامية.. المسؤولية الوطنية والأخلاقية تقتضي أن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد لإنقاذ الرياضة اليمنية من واقعها الحالي.. أما الدخول في دوائر الاتهامات فلن يخدم إلا استمرار هذا الواقع الصعب.
اضف تعليقك على الخبر