الكاتب : فؤاد قاسم البرطي
في الآونة الأخيرة.. تم فتح باب الترشح للانتخابات في اتحاد كرة القدم اليمني.. وهي الخطوة التي طال انتظارها من قِبَل الكثيرين الذين طالبوا بها على مدى السنوات الماضية.. لكن المفارقة جاءت من نفس الأطراف التي طالما اشتكت من غياب الانتخابات وشككت في شرعية الاتحاد.. إذ إنهم الآن باتوا هم من يقفون حجر عثرة أمام عقد الانتخابات.. ويصنعون العراقيل ويثيرون الإشاعات في محاولة لعرقلة هذا الاستحقاق..
لقد كان هؤلاء المنتقدون يدّعون حرصهم على تطوير كرة القدم اليمنية.. ويرددون أن الوقت قد حان لترك المجال لأبناء اللعبة وأصحاب الخبرة.. لكن مع إعلان الاتحاد الحالي عن موعد الانتخابات.. ظهرت نواياهم الحقيقية.. حيث بدأوا في مهاجمة الخطوة والتشكيك في نزاهتها.. وهو ما يثبت تناقض مواقفهم وكشف عن أجندات مشبوهة تهدف ليس إلى الإصلاح بل إلى السيطرة..
في ظل هذا المناخ المليء بالتناقضات.. نجد أن الاتحاد الحالي برئاسة الشيخ أحمد العيسي واجه التحديات وحافظ على استمرارية كرة القدم اليمنية رغم غياب الدعم الحكومي وأوضاع البلاد الصعبة.. وعلى الرغم من الانتقادات.. فقد بذل العيسي جهوداً شخصية لضمان مشاركة المنتخبات اليمنية في البطولات الخارجية.. فارتفع علم اليمن في المحافل الدولية بفضل هذا الاتحاد..
وعند إعلان الانتخابات.. كانت هناك آمال بوجود منافسة شريفة لاختيار من يمثل الاتحاد.. إلا أن بعض الأطراف التي لا تتعامل بروح رياضية انخرطت في إثارة الفوضى وتقديم شكاوى خارجية تحريضية.. متجاهلة القوانين الداخلية للاتحاد وحقوق الأندية في تقرير مصيرها عبر الصندوق الانتخابي..
بينما تتجه الأنظار نحو يوم الانتخابات.. يحاول البعض تصوير المسألة على أنها معركة ضد شخص العيسي وليس من أجل كرة القدم.. ويبدو واضحاً أن هذه الفئة تسعى لمصالح ضيقة.. حيث أظهرت العديد من المواقف السابقة عدم قدرتهم على تحمّل مسؤولياتهم في إدارة الأندية.. فكيف بهم يديرون شؤون كرة القدم اليمنية؟
الأمثلة من دول أخرى توضح مخاطر التدخلات السياسية في الرياضة.. وكما حدث في الكويت مثلا .. قد يؤدي أي تدخل خارجي إلى تجميد النشاط الرياضي.. وهو ما لا تحتمله كرة القدم اليمنية التي تكافح للبقاء في ظل الظروف الصعبة.. لذا.. فإن الواجب على الرياضيين والعقلاء في اليمن أن يحموا كرة القدم من الانزلاق نحو تجاذبات سياسية قد تؤدي إلى العزلة الدولية..
في النهاية.. ينبغي أن ندعم الانتخابات كوسيلة ديمقراطية لتحقيق الإصلاح.. ونترك المصالح الشخصية جانباً لضمان مستقبل أفضل لكرة القدم اليمنية..
اضف تعليقك على الخبر