ارسال بالايميل :
9630
الكاتب : عمر الحار
فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي .
بعد التحية والسلام .
لقد جاءت زيارتكم المباركة لحضرموت اليوم في وقتها المناسب ، فل تكن بردا وسلاما عليها ، عقب نفاذ صبرها القاهر على الاوضاع ، وارتفاع صوتها و شكواها من مظالم المرحلة لدرجة اسمعت من به صمم ، بتعبير متنبي العرب خالد الذكر والشعر في حياتهم وتاريخهم .
ونحيي تداعي فخامتكم لسماع شكواها والمبادرة بالوصول الى عقر دارها لمشاركتها كل هم والم ووجع وغم ، وان كانت اوضاعها لاتختلف عن غيرها من محافظات اليمن التي تعيش اسوأ المراحل والظروف وتتجرع مرارة الصبر عليها بصمت الحليم ، لكن خروج حضرموت المكلومة اليوم عن صمتها المعهود يستوجب من فخامتكم الانصات لها ، علها تكون فاتحة خير لرفع المعاناة عن اخواتها من المحافظات الاخرى ، وهي بوابة الشرق العظيم لليمن ، ومنبع الشمس والنور على ارضها .
ونحن على ثقة مطلقة بمعرفة فخامتكم بهذه المحافظة المسالمة مع نفسها ، و المتصالحة مع التاريخ ، و معرفتكم العلمية العميقة بخصوصية تكوينها المدني والاجتماعي الاصيل الذي لا يحتاج الاستعانة بعلمكم الوافر الغزير لاستخدامه في تحليلها ، و لا البحث المضني للعثور على مفاتيح الدخول اليها بقدر ماتحتاج منكم لمواقفٍ صادقة معها تضمن من خلالها اكتساب ثقتها الغالية التي لا تعطيها لاحد ولو من طينتها فهي لا تختلف عن صنعاء في مظاهر التعامل مع الاخرين تلين و تقسوا في كل لحظة وحين ، ولا يمكن الفوز بابتسامة الرضى على محياها طوال السنين . ولا مثيل لها من محافظات اليمن الاخرى فهي الوحيدة من بينهم التي تغضب بصمت ، وتفرح بصمت في معادلة عصية على الفهم لكنها حقيقية وجزء من تفاصيل يومياتها و تاريخها العريق .
فخامة الرئيس والعالم الاجتماعي الفاضل ، لا اتطاول ولا اتطفل على مجال اختصاصكم العلمي الجليل ، الذي تميزتم به عن اقرانكم من رؤوساء وزعماء اليمن ، لكن لا ادري لماذا انساقت افكاري في هذا الاتجاه الاجتماعي الصرف عن حضرموت ، وفضلت التعامل معها من هذا الجانب على غيره من الجوانب الاخرى ، وبالذات السياسية منها ربما لكراهيتي الشديدة لسياسة التي اعتبرها مفسدة كبرى للاخلاق ، و مرشدة للضلال .
فخامة الرئيس ، وعالم الاجتماع الجليل ، كن حضرميا بامتياز تكسب قلب حضرموت ، وتفوز بحب الصغير والكبير فيها ، ولا تغادرها الا وهي راضية مرضية عن فخامتكم .
وللكلام بقية .
اضف تعليقك على الخبر