تتواصل الجهود الدبلوماسية التي تقودها كل من الأمم المتحدة و" واشنطن" لوضع حد للحرب الجارية في اليمن منذ ما يزيد عن 7 سنوات، والتي تسببت في دمار هائل على كافة المستويات، واقتراب اليمن من حافة مجاعة غير مسبوقة حسب التحذيرات الأممية .
الأمم المتحدة، وعبر مبعوثها الجديد السويدي " هانس غروندبرغ" دشنت في سبتمبر / أيلول الماضي مرحلة جديدة من المحاولات لحلحلة الأزمة اليمنية بعد أن انتهت جهود مبعوثها السابق البريطاني " مارتن غريفيث" إلى طريق مسدود، وذلك بالتنسيق مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن " تيموثي ليندركينغ" الذي عينته إدارة " بايدن" في فبراير/شباط من العام الحالي .
وشهدت الأسبوع الأول من الشهر الحالي زيارة كلا المبعوثين إلى اليمن، حيث التقيا، كلاً على حدة، برئيس الوزراء اليمني " معين عبد الملك " في العاصمة المؤقتة " عدن"، قبل أن يتوجه " غروندبرغ" إلى مدينة " تعز" المحاصرة من قبل الحوثيين في أول زيارة ميدانية لمبعوث أممي إلى المدينة منذ بداية الحرب .
وفي حين جاءت زيارة " ليندركينغ" بهدف الدعم السياسي للحكومة اليمنية والضغط على جماعة الحوثي التي ترفض منذ أشهر دعوات " واشنطن" والأمم المتحدة لإيقاف هجومها العدواني على محافظة " مأرب" المكتظة بالنازحين، فإن زيارة " غروندبرغ" جاءت استمراراً لتنقلاته الإقليمية بغرض حشد دعم سياسي ل"تسوية شاملة" للأزمة في اليمن .
تعويل أكبر على الإقليم
وكان المبعوث الأممي الجديد قد أوضح في إفادته الأولى أمام " مجلس الأمن الدولي" بعد أربعة أيام من إعلان تعيينه خلفاً ل" غريفيث" أنه سيركز أكثر على محاولة إقناع الأطراف الخارجية الفاعلة في الحرب الجارية في اليمن، وهو أكدته تحركاته النشطة بعد ذلك في عواصم الإقليم .
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي زار المبعوث الأممي "الرياض" وأبو "ظبي" و" مسقط" أكثر من مرة، كما تواجه أيضاً في "طهران" في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتواجد خلال الأيام الماضية في العاصمة البحرينية " المنامة " ثم " الكويت".
"التركيز على الجهات الخارجية مفهوم جداً مع قوة التدخلات الحاضرة في الملف اليمني " علق المحلل السياسي اليمني " عزيز الأحمدي" لموقع " المهرية نت"، مؤكداً أن هذه النقطة تضيف الكثير من التعقيدات لأي محاولة لإنهاء الحرب في اليمن.
وكانت الكثير من التحليلات المتعلقة بالحرب في اليمن قد أشارت طوال السنوات السابقة إلى حجم التدخل الكبير في الحرب اليمنية المشتعلة أساساً بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وبين الحكومة الشرعية التي تدعمها السعودية.
الزخم الدبلوماسي لا يعني السلام
وحول إذا كانت الجهود الأخيرة مرشحة أكثر لإنجاز حل سياسي في اليمن، رأى " الأحمدي" وهو محلل سياسي لدى وكالة " الأناضول"، أن تصعيد الجهود الأمم المتحدة و"واشنطن" لجهودهما الدبلوماسية لا يعني أن السلام أصبح أقرب في اليمن، حيث أن " غياب وسائل التأثير على الأرض، خصوصاً فيما يتعلق بالحوثيين، يجعل هذه الجهود مجرد دوران في حلقة مفرغة”.
وكان " البيت الأبيض" قد عمد طوال الأشهر الماضية إلى الضغط على السعودية من أجل إيقاف تدخلها في اليمن عبر تجميد صفقات "الأسلحة الهجومية" ودفعها إلى تقليص مستوى عملياتها العسكرية في اليمن، وهو الأمر الذي لم يسفر عن أي تهدئة مع استمرار الحوثيين في نشاطهم العسكري للتوسع داخل البلاد، حسب محللين .
وفي السياق نفسه، فرضت "واشنطن" في الأسابيع والأشهر الماضية عقوباتها على قيادات حوثية وشبكات تهريب تعمل لصالح الجماعة، غير أن محدودية تأثير هذه الإجراءات على جماعة متمردة ناشئة وبلا مصالح حقيقية مع العالم بدت واضحةً من خلال عدم الاكتراث الذي يواجهها به الحوثيين
*تقرير "يمن شباب"
اضف تعليقك على الخبر