ارسال بالايميل :
3572
بقلم : عمر الحار
لم تكلف قيادة شبوة نفسها وكعادتها بدراسة خلفيات و اسباب الزيارة المفاجئة لوفد الاوتشاء الاممية الرفيع المستوى لها بالامس،في اطار مهتمها الدولية المعروفة بتبديل الاوطان بالمخيمات حسب توصيفها الشائع في كل البلدان المنكوبة بالحروب . واخطأت القيادة وللمرة الالف في تقدير موقف المحافظة من عين العاصفة المحدقة بها .واظهرت عدم المبالاة الواضحة بخطورتها عليها اولا وعلى شبوة ثانيا،واكتظت القاعة بزحمة الانفراد بقائدها وحراساته الرعناء ومايترتب عليها من امراض وآفات مدمرة لدولة والمجتمع على حد سواء ،دون الاستفادة من التجارب المريرة لحكم الفرد في تاريخ اليمن السياسي المعاصر على المستوى المحلي والمركزي مهما بلغت قوة نبوغه لايخلوا من قصور وفتور و ضعف البشر .
ولذلك لم تعط الزيارة القدر الكافي من الاهتمام ،والتمعن في قراءة اهدافها الخفية والوقوف مطولا امامها كونها تأتي بعد يوم واحدا من التطورات الداماتيكية التي شهدتها المحافظة بمغادرة القوة الامارتية لموقعها الاستراتيجي بالعلم والمنذرة بهبوب كوارث الاعصار عليها وقلب الامور رأسا على عقب فيها، واكتفت القيادة الموقرة وفقا لمصادر الاجتماع بالتغني على موال الفقر وعجز الحكومة عن تجميع مواردها المالية في اشارة واضحة لشرهها لالتهام المزيد من الاموال ناسية بان العالم الكوني اليوم يحصي انفاسها ويعدها عن بعد ويحسب تحصيلها للمال الحرام في كل حين،ويبدو امتعاضه الشديد من فتح شهيتها على الاخر وانكبابها النهم و بقوة على حشد الجبايات المالية الموهلة و المنعكسة بالسلب على مختلف مناحي الحياة المعيشية للناس ،ويستحوذ الاستغرب على كل متتبع لتصرفاتها وولعها بممارسة لعبة المغامرة مع المجهول ومشيها وايمانها الاعمى بمنهجية انا ومن بعدي الطوفان، ورضوخها المخجل لعملية تحريكها بالريموت عن بعد والقناعة باتكالها على العمل الالي المشفر المختصر عليها وعلى تجار الحروب والازمات مستبعدة من عقليتها العقيمة امكانية الرجوع الى منظمومة القيادة الجماعية والعمل معها بروح الفريق الواحد في القريب المنظور لامكانية تفادي المحافظة من المخاطر وحمايتها منها ، مبدية استعدادها المخيف والمفزع و المسبق للوقوف بنفسها في وجه العاصفة وهي مؤهلة لضياع في تياراتها القوية بطرفة عين ،و لا تستطع الصمود امامها للحظات لا لساعات فقط ،و مطالبة اليوم باعادة النظر بشكل كلي في ادارة شؤون المحافظة ان ارادة حفظها من المكاره او مواصلة عنادها بالسير منفردة نحو الانتحار في القادم من الاحداث عليها ،في ظل غياب قراءتها الحصيفة لخطورتها على شبوة عامة ولا خيار امامها من الاستسلام الا الوقوع ضحية لاعصار المتغيرات الطارئة و الزاحفة عليها من كل حدب وصوب ،ولن يدم عيشها في نرجسية الحكم والاوهام متلدذة بطول المقام في بحبوحته الرغيدة وهو يأتيها معجونا بعرق وكدح واموال ابناء المحافظة بعد ان تمكنت من تحويلها لبقرة حلوب لها ولحزبها ،واستحكام اغلاق عقلها وضميرها عن عواقبها الوخيمة ، وكل الدراسات والبحوث الاجتماعية الحديثة تؤكد زوال الدول بكثرت فرض الجبايات والاتاوات على شعوبها .
و اظهرت قيادة شبوة خوارها مبكرا بتسيير الدوريات المنادية بالجهاد في الصفراء، قبيل خلطها لاوراق اللعبة و فتحها لجبهات النار الحمراء على نفسها وعلى اكثر من صعيد،بصورة توحي بنوياها المبيتة بتسليم ماتبقى من مديريات المحافظة على طريقة تسليم مديريات بيحان بحسب الاتهامات الصريحة الموجهة لها من عديد من المصادر و الاوساط .
ويخيم على المحافظة ولليوم الثالث على التوالي الهدؤ الحذر عقب مغادرة القوات الاماراتية معسكر العلم الاستراتيجي الواقع بالقرب من حقول النفط بالصحراء،دون وضوح في تقدير العواقب المترتبة عليه وان كانت بوادرها غير ايجابية للمحافظة واشتداد مخاوفها من هول القادم منها، وسط ترقب وقوعها في اية لحظة،دون اغفال قراءة زيارة فريق الاوتشاء المفاجئ لها واعتبارها المقدمة الاولى والضرورية لحدوثها فور الانتهاء من تقييم طبيعة الاحتياجات الاساسية المساعدة لمواجهتها على الكارثة في غفلة قيادة المحافظة عنها،وانتظارها التوجيهات الاكترونية لتحركها في الوقت المناسب لصناعة نصرا مزيف و جديد قد تستمع بدخوله بسلام من بوابة عتق وتكره غدا على اخراجه من نافذتها الحزبية الضيقة .
وبريطانيا تلوح بالحلول المجحفة في حق اليمن .واختصرت اللعبة على ادواتها القديمة والجديدة فيها الجاهزين لتنفيذها اجندتها المريرة والصعبة عليها مما يرشحها لمزيد من الازمات وهي في غن عنها،وتحرص بريطانيا العظمى على التمسك بتقاليدها الاستعمارية الراسخة وموروثها الاستخباري السيئ الصيت للغاية في حالة خروجها مرغمة من بلد ما بترك خازوق لها الى يوم الدين ويظل كالورم الخبيث يكبر كل يوم دون القدرة على القيام باستئصاله .
وبريطانيا صاحبة اليد الطولى في اليمن شماله وجنوبه لقرابة قرنين من الزمن . وحملت الاصلاح طوعا وكرها وزر نكبتها الكبرى في مطلع الالفية الثالثة من التاريخ برعاية كاملة من شرطي العالم والدين الولايات المتحدة الامريكية .
و قد جرت من هولها والاشفاق منها سيول الدموع من مقلتي باسندوة الطيب والجميل ،والهامشي الثقيل اليدومي .
اضف تعليقك على الخبر