ارسال بالايميل :
5817
عادل الشجاع
إلى المشايخ وزعماء القبائل الذين أخجل من أن أصفكم بالمشايخ وأنتم تعلمون أن أكبركم اشترى حياته الفانية من الحوثيين بوجه السيد القبيح ، وقفت اليوم على تبة من تباب العبدية وسمعت أطفالها يصرخون من الخوف والهلع والمصير المجهول ، وسألت نفسي كيف لنا أن نقتل أبناءنا وإخواننا من أبناء القبائل في مأرب ، ونساند الذين يقتلوننا ويهينوا كرامتنا ونجعلهم سادة علينا يرتقون على جثثنا ؟
دخلت مع مجموعتي إلى العبدية واعتقدت أنني سأواجه جنودا أمريكيين وإسرائليين ، كما قالوا لنا بأننا نحارب أمريكا وإسرائيل ، فلم أجد سوى رجال من قبائل مأرب صمدوا بأسلحتهم الشخصية يقاتلون على شرفهم وعرضهم ، فلم يذهبوا إلى صنعاء ولم ياتوا إلى قرانا كما فعلنا نحن وذهبنا إلى ديارهم .
لقد وجدت ومن معي أننا ذهبنا لاقتلاع أهل تلك الأرض الطيبة من أرضهم وإخراجهم من ديارهم وكم تمزق قلبي ألما حينما رأيت من يزعمون أنهم أبناء الله وأحبائه وسلالة نبيه وهم يتفاخرون بتفجير منزل القردعي والشدادي ويتوعدون مأرب كلها بالتدمير ، تذكرت حينها بأنني تخرجت من مدرسة الجمهورية التي غرس شجرتها القردعي ومن معه من الأحرار ، وتذكرت ثلة من أبناء القبائل الذين تعلموا في جامعات الجمهورية وكذلك الذين ابتعثوا إلى جامعات حول العالم ، فكيف بنا اليوم نتحول إلى أداة تدمر بها هذه السلالة تلك المنجزات ؟
لا أعلم كيف أصبحنا أداة بيد هذه السلالة العنصرية لتدمر بنا ما أنجزته الثورة والجمهورية وتقتل بنا إخواننا من أبناء القبائل ، ولا يوجد سببا لقتلهم سوى أنهم يريدون أن يكونوا أحرارا في أرضهم وسادة على أنفسهم ويرفضون العبودية لغيرهم ؟
اليوم نحن نقاتل في مأرب التي فتحت أبوابها لكل أبناء اليمن الذين فروا من بطش العنصريين الإماميين واستقبلتهم كضيوف وفتحت لهم بيوتها ومطاعمها ومزارعها ، ونحن لم نكتف بفرارهم ، بل ذهبنا لملاحقتهم هناك وقتلهم ، وقد سألت نفسي ، كيف لنا أن نقتل قبائل مثلنا ، الفرق بيننا وبينهم أنهم رفضوا العبودية ونحن قبلنا بها ؟
سألت نفسي ، هل نحن هنا لنحرر ؟ كان الجواب يتردد صداه ملء الأفق ، نحن هنا لنقتل ونشرد وننتهك أبسط حقوق هؤلاء الذين تشبثوا بأرضهم وحريتهم ، لقد قصفنا قراهم عدة مرات ، فرأيت شبابها يعيدون إعمارها ، وكأنهم لا يعرفون الاستسلام أو الهزيمة ، فعرفت لماذا عبد أجدادهم الشمس والقمر ، لكي تظل رؤوسهم مرفوعة إلى السماء ولا تنحني إلى الأرض .
ماذا تركنا للمشيخة حتى ننادي بعضنا يا شيخ ، وماذا تركنا للقبيلة ونحن نموت دفاعا عمن يستعبدنا ونقاتل من ينشد الحرية ويأبى العبودية ؟ لقد تجلت أمامي الصناديق الخضراء وهي تمر من أمام أمهاتنا محملة بجثثنا وهن يكذبنا على أنفسهن من أن الذين في داخلها شهداء .
لقد هالني وأنا أنظر إلى أشجار البرتقال وهي تذرف الدموع على أطفال ورجال ونساء صمدوا سبع سنوات في وجه آلة الحرب الحوثية الإيرانية التي كنا نحن القبائل جزءا منها ومازالوا صامدين ، فأصبحت أطأطئ رأسي وأنا أمر على هذه الأرض التي صنعت الحضارة قبل سبعة آلاف عام ، فشعرت أنها تلعنني وتلعن كل شيخ قبيلة دعا إلى النفير العام مع الحوثيين ، فإلى متى نكابر ونحن نقتل البشر والشجر والحجر .
لا أخفيكم أنني فقدت الثقة بالمشايخ الذين لا يجيدون سوى قتل بعضهم البعض ، فأصبحت أشعر بالخجل من انتمائي للقبيلة بعد أن شوهتم صورتها بسبب الفضائع التي ترتكبها السلالة العنصرية بأيديكم ، فهل ستراجعون أنفسكم بمراجعة مواقفكم التي لا تسطر إلا الخزي والعار في صفحات التاريخ .
هل حقا مازلنا نحمل عقولا ونحن نحارب أبناء مأرب تحت شعار مواجهة أمريكا وإسرائيل ، وتحت ذريعة الانتصار للحسين من يزيد بن معاوية ؟ وهل حقا مازلنا نحمل عقولا ونحن نرى ونسمع كل يوم بأن من يقودنا يبني تاج سيادته بخرز عبوديتنا ؟ هل حقا مازلنا نحمل عقولا ونحن قد تحولنا من شيوخ قبائل إلى مليشيات ترتكب المجازر من أجل أن ننصب واليا علينا ؟
إنني لكم من الناصحين ، راجعوا أنفسكم واسحبوا أبناءكم من مأرب وبقية المناطق الأخرى واسمحوا لأبنائكم بالعيش في قراهم ومدنهم بسلام ، فلو نظرتم إلى عيون القادة والمشرفين وهم ينظرون إلينا ، لعرفتم أننا بالنسبة لهم سوى قبائل حقراء وهم سادة عظماء ، فهل لمثل هؤلاء نضحي بأنفسنا ، وهل جئنا إلى الحياة كي نذهب إلى مأرب لكي نكسر قلوب أمهاتنا اللائي تعبنا حتى يرين أولادنا قبل أن يريننا تحت التراب ، الحوثيون بكم وبقبائلكم ، وبدونكم حفنة من تراب يداس بالأحذية .
ابنكم المتحوث العائد من ظلام العبودية إلى نور ووهج الحرية
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر