ارسال بالايميل :
1121
بقلم د. عادل الشجاع*
في جملة الأخطاء التي ارتكبتها قيادات الإصلاح والمؤتمر والتي لم يقم أي طرف في تصحيحها ، فالإصلاح دافع ومازال يدافع عن التحالف وهو يرى بأم عينه أن التحالف عمل على تفكيك وتجريف الشرعية الدستورية في اليمن والمؤتمر يرفض اعتباره شريكا في إسقاط النظام الجمهوري بتحالفه مع الحوثي حامل مشروع الإمامة ولم يفكر أي من الحزبين رد الاعتبار لشرعية اليمنيين القائمة على الإرادة الشعبية ونتيجة لهذا النمط من التفكير أغرقوا البلاد في حرب هي على مشارف دخول عامها الثامن ، وبهذا الإصرار في مواصلة ارتكاب الأخطاء تستفيد الأطراف الخارجية على حساب القرار الوطني .
لقد حشد كل طرف قواعده وأنصاره والهبهم حماسا وتعلقا بتحالفه ولم تعد قواعد أي طرف تقبل أي تفسير لأخطاء حزبها إلا من رحم ربي وتعتبر أن من يناقش أخطاء حزبها متآمر على حزبها وعلى سيادة الوطن .
كل طرف ، اقصد هنا الإصلاح والمؤتمر يعد قواعده بالنصر والسعادة والوحدة ، لكنهم في حقيقة الأمر خسروا الوحدة فيما بينهم ويكتبون النصر لغيرهم ، فقد خسروا الوحدة في قلب صنعاء النابض وعلى تلال عدن الجريحة .
بطبيعة الحال الجماهير دائما لاعلاقة لها بالمنطق ولا بالحقائق أو الواقع ، فهي تنقاد لمرجعياتها حيثما توجهت ، وسيء الطالع من يحاول الإشارة إلى الأخطاء وسيظل متهم بالتذبذب لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء ،حتى لو كانت آراؤه يؤكدها الفشل العسكري والسياسي ، لهذا تبقى المصالحة بين الحزبين ذات أهمية لأنها ستقلل من خسائر اليمن واليمنيين وستحفظ بقاء الحزبين ، لكن ذلك يحتاج إلى عقل استراتيجي وإلى مهارة سياسية تنطلق من فن الممكن .
وبالرغم من أننا اليوم على مقربة من إكمال العام السابع للحرب التي شنتها إيران والسعودية على اليمن وبدعم أمريكي بريطاني ، إلا أننا مازلنا نمارس سجود السهو وعدم الإقرار بدور قيادات المؤتمر والإصلاح في هذه النكبة التي تتسع رقعتها كل يوم ومازالت هذه القيادات تفكر بسطحية تجاه المستقبل وتجاه ما ينتظر أحزابها من تجريف ، وهي تقدم بذلك أثمن الهدايا للإماميين الجدد ولدعاة الانفصال ، وتأجيج الكراهية بين قواعد الحزبين كان هو الأثمن .
صحيح أن هناك من القيادات من الحزبين يلتقون ويتحدثون عن المصالحة ، إلا أن نواياهم مازالت في نواح شتى ، وإذا ما أردنا أن نقيم موقف كل طرف سواء مع التحالف أو مع الحوثي ومن ورائه إيران ، فإننا لن نتجاوز خساسة كل موقف ، فلا التحالف كان مع اليمن ولا الحوثي سيكون مع اليمن ، فتصالح الحزبين سيعيد التوازن للنظام الجمهوري وللتعددية السياسية .
هل تعي قيادات هذين الحزبين ، بأن اليمن بعد أن كانت دولة على مرتفع تاريخي ، أصبح أهلها سخرة لدى إيران والتحالف ؟
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اضف تعليقك على الخبر