ارسال بالايميل :
2562
بقلم : عمر الحار
ضربت الشرعية في عمقها ثلاثا وبصورة متوالية وعنيفة ،كانت الاولى والقاضية بانقلاب الانصار عليها في العاصمة صنعاء، ولحقتها الثانية شكلا ومضمونا وعنفا بانقلاب التحالف عليها في عدن ، وخلصت الثالثة على ماتبقى من هياكلها القيادية على قيد الحياة بخيانة ذاتها وضياع ارادتها الوطنية الجامعة، بتعدد ولآتها للعواصم الراعية لها حصريا،واستمتاعها المذل في مستنقعات الفساد ،وتتابعت سقطاتها الاخرى واستكانتها لتعايش مع ضعفها الاوهن من خيوط العنكبوت ،وسقوط اعتباراتها تلقائيا في دوائر صناعة الازمة منذ الوهلة الاولى ،واستمرأ عملية تجاهلها من اقطابها الرئيسة.
وبهذه الوضيعة المتردية فقدت الشرعية حضورها المطلوب والمنتظر في قلب مشهد الاحداث في الواقع ومتغيراته الدرماتيكية في المفاوضات،وسجلت الملاحظات غيابها الكلي عن مايجري من تسابق مع الزمن لبلورة مخارج الازمة والحرب في اليمن،ولوحظ تهميشها الكلي في جولة ارفع مسؤول امريكي الى منطقة ،وتلقيها اخبار مباحثاته من الفضائيات او وسائل التواصل الاجتماعي شانها شان اي متابع لها مما يضعها في حرج شديد امام نفسها وامام القوى الوطنية التي تشعر بخذلان الشرعية لها على كل صعيد، واغلاق الامل في وجهها من ملاذها الامن في مهرجها الرغيد، واعتكافها بصمتها المطبق والشديد .
وكل التسريبات المنبثقة عن مهندس الازمات المستشار سوليفان مرعبة ومخيفة بتغييب الشرعية عن حساباته واسقاطها من جدول زياراته للمنطقة ،الامر الذي يبعث على القلق الحقيقي من حجم تجاهلها الى هذا المستوى،وظهور بوادر الاستخفاف الامريكي بها على هذه الشاكلة المزرية والمسيئة لها ،كتأكيد لانعدام وزنها المبكر في الدوائر الصانعة للازمة والمعنية بايجاد حلولها. مما يرشحها للاستثناء او الاستغناء عنها،وكلا الامرين كارثي لها ولليمن وحاضر الصراع فيها ومستقبلها السياسي .
ويعزى التعاطي مع الاطروحات الانفة الذكر من طبيعة التناولات الاعلامية التي حفلت بها عديد من المصادر الصحفية الامريكية، وهي من العيار الثقيل مهنيا وصدقا،وكأنما امريكا حسمت رؤيتها للملف اليمني وحددت الاطراف الداخلية الناقلة له وبقوة،وربما اعتمدت على منهجية رغبتها الخفية في اطالة الصراع الذي لم يحقق ادنى المعايير لاهدافها من الخرب وتفضيل الاحتجاب عن الكشف الصريح عنها، وترك الباب مواربا لتدخلات رجال اعلامها والاكتفاء بتضمين رسائلهم الاعلامية وزر مواقفها الكارثية من شرعية الدولة اليمنية التي اسهمت بشكل مباشر او غير مباشر في ذنوب الاطاحة بها وتقويضها في الداخل والقضاء المبرم عليها بالفساد في المهجر حتى تنال مصيرها المحتوم في عيون ابناء اليمن ،على طريق قبولهم بمنحها شهادة الوفاة من المجتمع الدولي بتعبير مراسل وكالة اسوشيتد في اليمن احمد اللحجي . وتظل خيارات النجاة ممكنة لشرعية وقابلة لمدها بالحياة ان اجادت المملكة اللعبة صح ،وادركت خطورة ضياع اليمن وخروجها من محيطها العربي والاقليمي ،وبادرة بشرائها والحفاظ عليها باي ثمن،وسيكون اخفاقها لو قدر الله كارثيا عليها بالدرجة الاولى ،ولن تقوى حينها على الاحتماء من رياح المتغييرات المذهبية العاصفة بها من كل اتجاه ،والمتحينة الفرصة المواتية للانقضاض عليها، واقامة الدولة الشيعية الكبرى من الماء الى الماء من بلاد العرب والشروع في انتقال عاصمتها الروحية المقدسة من قم الى ام القرى .
اضف تعليقك على الخبر