ارسال بالايميل :
7136
بقلم : عبدالعالم حيدرة الحميدي
تبكي صنعاء دم ابنها المذبوح بلا ذنب سوى انه اشتاق للوطن، ولم يكن يدري بأن ترابه ماعاد يرتوي بالغيث بل بالدماء، صنعاء حزينة، واجمة،مصدومة، مثقلة بكل هذا القهر.
تقلب اكفها وفي فاهها الف سؤال واكواما من جمر العتاب،
صنعاء التي استقبلتنا بحب واوتنا بكرم وودعدتنا بوعد ان عودوا اليّ وقت ما شئتم، ولا تنسوا ان تمزقوا بطائق انتماءاتكم المناطقية والحزبية والجهوية وادخلوا المدينة إخوة.
صنعاء التي ليس بيننا وبينها عداوة ولا خصومة واخرجنا منها مكرهين حين اجتاحتها المليشيات الحوثية.
عذرا صنعاء واعلمي بأنك حين تبكي ابنك المغدور فإن عدن تبكي بحرقة اشد، مدنيتها وتجانسها وتاريخها الكبير مع التعايش والتنوع والتعدد الثقافي والديني والفكري والسياسي والفني.. الخ
عدن تبكي نفسها ،تفتش عن هويتها ،مرتبكة وسط هذه الفوضى التي تسكنها ، لاتدري ماهية من ولجوها على حين وجع وفي لحظة هزيمة.
هل هم مدنيون ينتمون لتاريخ المدينة ويتخلقون باخلاقها ويتطبعون بطباعها.
ام انهم محاربون وستقبل بهم ان هم تحلوا بصفات المحارب الذي تحكمه مبادى واعراف واسلاف وقوانين المحارب الشحاع ،الذي لايقتل طفل ولا امراة ولا مسالم مرار طريق ، ولا ينتهك عرض ولا يعتدي على حرمات البيوت ولا يقطع طريق.
من هم حكامك ياعدن اليوم وهذا الأخبار والاحداث الإجرامية الصادمة تنقش على جبينك سواد افعال العار التي لاتليق بالمحاربين ان زعموا انهم كذلك حين اجتاحوك من قراهم.
قدموا الاعتذار للمكلومة ام عبدالملك السنباني يا اهلي في كل محافظات الجنوب ، تشاركوا معها وجعها ودموعها وانينها.
اشعلوا صفحاتكم بالتعازي والادانات للجريمة الشنعاء.
تبروا من القتلة وقودوهم الى محاكم مستعجلة وعلنية، ايقضوا الإنسان بداخلكم ولا تتعصبوا لمن الحق بكم العار ، استعيدوا اخلاقكم التي قتلتها الحروب والاحقاد والضغائن.
اقتلوا القتلة والمجرمين ، حاكموا من يغتالون فطرتكم فلن تعيشوا ان لم ترجعوهم الى أخلاق التسامح والسلام والقانون والمدنية
اضف تعليقك على الخبر