ارسال بالايميل :
7890
بقلم : عمر الحار
جأت رسائل بن عديو البحرية مبللة بالبشائر ،وان لم تبح باسرارها،لكنها شاعرية الهوى ويمنية الهوية،محملة بكوامن العشق والتاريخ والامال، والوجع السياسي .
وقد غير عشاق البحر تاريخ البشرية ،وفتحوا قنوات التواصل الحضاري بين الشعوب،وهم بناة الحلم والاعمار ،وصناع الطموح يركبون البحر بغاياتهم لا بقواربهم ولا يخشون من الغرق .
وكتب بن عديو رسائله البحرية باثر الفراشة بتعبير درويش ،واستودعها مناقير النوارس بتعبير نزار ،ولاشي يقهر النفس ويقحهما كالخوض في غمار السياسة،وركوب البحار ،وهناك اوجه شبه لرجالهما الذين يشتركون في صفات المرونة وقوة الصبر على تحمل الاهوال والانزواء في ظلال موجة عابرة قادمة من وراء البحار ، لا تقوى على الوقوف في وجهها .
ووجه اليوم من على شطآن ارض حميرية المهد والتكوين والانتماء بالشريط الساحلي اقوى رسالة لداخل والخارج على حد سواء ،استمدت قوتها من رمزية المكان والتاريخ وتحدث بكل لغات البحار ،لا الانسان ،وبالقرب من قلعة حصن الغراب التاريخية في بئر علي قلعة الاحرار والثوار من ابناء اليمن وبوابة تحريرها الاولى من الغزاة ،وقناة اتصالها الاقتصادي والتجاري الاول بالعالم منذ القرن الخامس قبل الميلاد .
ووقوفه الجرئ اليوم تحت الشمس من ضفاف البحر والتاريخ يستشرف الآمال بقرب احياء دورة الحياة السياحية والاقتصادية لهذه القطعة من الارض اليمنية المباركة التي تضم اهم منشآتها وموانيها ومصالحها الحيوية .
اضف تعليقك على الخبر