ارسال بالايميل :
4565
يمن اتحادي - خاص
مواقف وطنية مشرفة اجترحها الشيخ أحمد صالح العيسي بعد أن اضطرته ظروف اليمن إلى خوض تجربة سياسية فريدة، حقق فيها مالم يحققه غيره من رجال المال والأعمال والسياسة في اليمن دعمًا لأمن واستقرار ووحدة الوطن.
إنجازات جبارة حققها هذا القيل اليماني الذي تشرب منذ الصغر معاني الوطنية والقيم والمثل العليا، لتنعكس على مواقفه الشجاعة وآرائه الحكيمه وتوجهاته الحصيفة.
تضحيات كبيرة
لم تكن الطريق التي سلكها الشيخ العيسي في هذا الإتجاه سهلة، فقد ضحى بالغالي والنفيس من أجل المصلحة العليا للوطن منذ اللحظات الأولى لنضوج دولة الوحدة مرورًا بالأحداث الجسام التي توالت على البلاد، من الثورة الشعبية الشبابية إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل حتى انقلاب المليشيات الحوثية على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، والحفاظ على وحدة الصف الجنوبي.
منذ وقت طويل كان الشيخ أحمد صالح العيسي من أبرز الأصوات التي نادت بضرورة إصلاح الاختلالات التي أصيب بها جسد حزب المؤتمر الشعبي وهو الحزب الذي ينتمي إليه العيسي، تلك الاختلالات التي تناقض ميثاقه الوطني و أدبيات تأسيسه.
تطور الأمر إثر الأحداث الجسام التي مرت بها اليمن ابتداء بثورة الشباب الشعبية ليقدم عدد كبير من المؤتمريين استقالاتهم، ويظل العيسي ثابتًا على مبادئه مُدافعًا عنها وعن حقوق وآمال وتطلعات أبناء الشعب.
الحوار والتصالح
دعم الشيخ أحمد صالح العيسي انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعم مخرجاته التي وضعت حلولًا لكافة المشاكل السياسية والاقتصادية في اليمن.
وعندما لاحت بوادر الحرب في 2014 كان له دور في الدعوة إلى التصالح والتسامح، وترأس اللجنة التحضيرية لمؤتمر بروكسل الذي استمر ثلاثة أيام بمشاركة عدد من ممثلي الأحزاب والمكونات والأطراف ومنظمات المجتمع المدني وخبراء دوليين متخصصين في حل النزاعات.
وقف الشيخ أحمد صالح العيسي والمجتمعون في بروكسل أمام المواضيع المتعلقة بالعدالة التصالحية في اليمن وتحقيق المصالحة الوطنية ووضعوا خارطة طريق للسلام والمصالحة.
ومع الانقلاب الحوثي وسيطرته على العاصمة صنعاء انبرى العيسي مُدافعًا عن مشروع الدولة الحديثة والجمهورية، وضحى بكل مايملك في مناطق سيطرة الحوثيين، في سبيل نصرة الشعب المظلوم والقضية الوطنية العادلة.
توحيد الصف
شرخ كبير حدث في جسد المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه الشيخ العيسي في ظل الأحداث الجسام التي حدثت للوطن اليمني وانقسم أعضاء المؤتمر بين مؤيد للشرعية ومؤيد للانقلاب، وبعد انتفاضة الثاني من ديسمبر التي أشعلها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الحوثيين كان لزامًا أن يلتئم جسد الحزب الواحد، ليبذل الرجل جهودًا جبارة في سبيل توحيد صف المؤتمر.
دعم الشيخ العيسي تلك الجهود ودعا لاجتماعات وحضرها بمعية مجموعة من أبرز القيادات بينهم الدكتور أحمد عبيد بن دغر نائب رئيس الحزب وسلطان البركاني الأمين المساعد للحزب ورشاد العليمي ومعمر الإرياني ومحمد بن ناجي الشايف وحوالي 30 من القيادات، ورغم أن نتائج تلك الاجتماعات لم تنهي ذلك الانقسام إلا أنها حركت المياه الراكدة، وأهم ما خرجت به الاجتماعات هو تشكيل لجنة للتواصل مع القيادات المؤتمرية في الخارج والترتيب لعقد اجتماع موسع للوصول إلى رؤية وقيادة موحدة والخروج من حالة الإنقسام.
انعقاد مجلس النواب
اختار العيسي طريق الدفاع عن الجمهورية واليمن الاتحادي والديمقراطية، ومنذ بداية عاصفة الحزم كان الشيخ العيسي ومايزال الذراع اليمين للرئيس عبد ربه منصور هادي، وداعمًا لمشروع الدولة الاتحادية الجديدة؛ لذا لم يتردد رئيس الجمهورية في تعيينه نائبا لمدير مكتب الرئاسة، ليقف بكل إمكانياته ضد أعداء الوطن في الشمال والجنوب وضد المشاريع المناطقية و الطائفية.
وتربط الشيخ العيسي علاقات متميزة مع جميع ألوان الطيف اليمني الوطني؛ الأمر الذي عزز ثقله السياسي والاجتماعي ومكنه من لعب دور كبير في انعقاد مجلس النواب في سيئون بحضرموت في 11 إبريل 2019 بالتنسيق والتجهيز والتوفيق بين أعضاء وتكتلات مجلس النواب، ليتكلل جهده بانعقاد أول جلسة لمجلس النواب في سيئون بالأغلبية الساحقة.
الائتلاف الوطني الجنوبي
و دفاعًا عن القضية الجنوبية وبحثًا عن حلها بالطرق المشروعة المتفق عليها بين اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أسس الشيخ أحمد صالح العيسي بمعية قيادات كافة الأحزاب والتكتلات السياسية، "الائتلاف الوطني الجنوبي" الذي تم إشهاره في عدن في 27 إبريل 2019 وحقق نجاحًا وحضورا وإجماعاً وطنيا كبيرا.
يعد تأسيس الائتلاف الوطني الجنوبي نصرًا كبيرًا تحقق للشرعية اليمنية فقد حوى بين جنباته معظم التشكيلات السياسية اليمنية في الجنوب وقواعدها الشعبية، مفوتًا الفرصة على دعاة الفرقة والمناطقية وأصحاب المشاريع الصغيرة.
وتكلل نجاح الائتلاف الوطني الجنوبي بتأسيس فرعه في حضرموت في 7 ديسمبر 2019، ثم تأسيس فرعه في محافظة شبوة في 7 يناير 2020، وتم إعلان الفروع بحضور شعبي وجماهيري كبير وضح حجم القاعدة الجماهيرية العريضة للائتلاف الوطني، التي تتبنى المطالبة بسرعة حل القضية الجنوبية بعيدًا عن الدعوات المناطقية العقيمة، والمشاركة الفاعلة في بناء الدولة الاتحادية التي تتسع لكل أبناء الشعب.
وفي هذا المضمار تمكن الشيخ أحمد صالح العيسي من كسب ثقة الجماهير اليمنية والساسة في الداخل والخارج، ووظف وقته وجهده وماله في دعم الدولة سياسيًا َاقتصاديًا.
كان باستطاعة الشيخ العيسي باعتباره رجل أعمال الحفاظ على مصالحه الشخصية والحصول على امتيازات في صنعاء وعدن، مقابل بعض التنازلات، إلا أن الرجل قدم مصلحة الوطن العليا في كل قرار وموقف اتخذه ليسجل التاريخ مواقفه المشرفة بأحرف من نور.
اضف تعليقك على الخبر