قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن "إيران استفادت من انهيار الدولة في اليمن، في 2011 أو ما يسمى الربيع العربي"، مضيفا "إن الوضع تغير بشكل كبير عندما استولى الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 وطردوا الحكومة اليمنية".
وقال المعهد، في تقرير حديث، إن إيران أدركت أن النزاع قد أتاح فرصة لإضرار الرياض وربما الحصول على شريك (الحوثيين) يمتلك القدرة لتهديد التجارة في جنوب البحر الأحمر ونقطة باب المندب الاستراتيجية.
وأشار إلى أن دول الخليج شعرت بالخطر الحقيقي، بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء، وشكلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحالفا عربياً لإعادة الحكومة اليمنية إلى السلطة وطرد الحوثيين.
ولفت التقرير إلى أن الجمهورية اليمنية خلال عام 2000، كانت تشكو بشكل دائم من علاقة إيران مع الحوثيين، لكن المراقبين الخارجيين تجاهلوا ذلك بل واستبعدوا هكذا علاقة آنذاك واعتبروها دعاية من صنعاء.
وفي عام 2007، طردت الحكومة اليمنية سفير طهران بسبب الجهود الإيرانية لزعزعة استقرار البلاد. وفي عام 2009، اعترضت السلطات اليمنية شحنتين من الأسلحة الإيرانية كانتا متجهتين إلى الحوثيين.
وحذر المعهد الدولي من أن تأثير إيران على تلك الجغرافيا (اليمن) إلى جانب سيطرتها الحالية على مضيق هرمز، سيسمح لطهران بالرد على أي عمل أمريكي مع تهديد غير متماثل لشحنات الطاقة والتجارة العالمية. من المحتمل أن تعترف طهران أيضا بأن المجتمع الدولي -الذي لم يفعل الكثير لردع عدوانها في العراق وسوريا- لن يكون لديه شهية لعرقلة ذلك.
ورأى أن التحالف العربي، سرعان ما أنهى قدرة إيران على القيام برحلات جوية وفتح شحنات بحرية لليمن، لكن التهريب عبر عُمان وساحل بحر العرب مكّن طهران من تقديم تكنولوجيا صاروخية وطائرات بدون طيار متطورة بشكل متزايد، وصواريخ موجهة متقدمة مضادة للدبابات، وبنادق قنص، وقذائف صاروخية، وغيرها بوتيرة كافية للسماح للحوثيين بالحفاظ على زمام المبادرة. ومكّن استيلاء الحوثيين على ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن عام 2014 إيران من شحن صواريخ باليستية ومستشاريها إلى شريكها الجديد.
ويتقاسم الخطاب الحوثي و(الصرخة) لهجة حزب الله ولغته، وقد التقى زعماء الحوثي مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في أغسطس 2018.
وبحلول عام 2016، شوهدت الأسلحة الإيرانية في اليمن على كل جبهة. استخدام الحوثيين للقوارب الإيرانية المتفجرة التي يتم التحكم فيها عن بعد مكّنهم من شن هجمات على السفن العسكرية الإماراتية والسعودية والأمريكية وناقلات النفط ومحطات النفط في البحر الأحمر.
وذكر المعهد الدولي للدراسات أن المراقبين الغربيين يعترفون بشكل روتيني بدور إيران في تفاقم الصراع في اليمن ومدى الكارثة المدنية، لكن طهران لم تواجه أي عواقب محددة لأعمالها في اليمن. وما زال القادة الإماراتيون والسعوديون مقتنعين بأن إيران تعتزم إنشاء نفس البرنامج الصاروخي والطائرات بدون طيار في اليمن الذي يستهدفهم كما تحقق في لبنان ضد إسرائيل بعد 2006.
اضف تعليقك على الخبر