كتب / عبدالملك الصوفي
هكذا يبدو المشهد اليوم في محافظة تعز .. مشهدٌ مأساوي في تفاصيله المؤلمة .. أصعدة الدخان ودماء الأبرياء ..
وتبادل الصور والمشاهد لضحايا مدنيين أكثر عما كان وعما هو كائن وعما سيكون بالتطابق مع صورة ضحية أخرى يرسمها الآخر لنا في كل ثانية بقوة اللاهوت والسيف معًا
وفقاً لموازين قوى وأطراف متصارعة تتحول فيما بعد إلى جماعة تخريبية تعمل على إرهاب المواطنين وترسيخ ثقافة الفوضى التي تجعل الناس في محافظة تعز . تسْكرُ في ظلام اللَّيل خوفاً وهروباً من دمِّ النَّهار الذي نراه حتى اللحظة على صدور الأبرياء ، وكأن الموت واجبٌ عليهم من قبل هذه المجاميع المسلحة والخارجة عن القانون .. اذا كان للقانون فعلاً ودوراً ووجوداً هذه الايام !! فـفي كُلِّ بيتٍ في مدنية تعز جريح وبَكُلِّ بُستَانٍ ضريح .. فَـزمانُنَا زَمَنٌ قبِيح .. وطنٌ يُباعُ وهوية تطمس وأُمَّةٌ ثكلى تُساق إلى الضياع وإلى صدر الظلام .. فـلم يبقَ مِن فُرسانها غيرُ الصَّهيل وأغنيات الحُزن أشلاء الجِياد .. لم يبقَ من نيرانها غير السَّبايا والرماد، لم يبقَ من كُهَّانها إلَّا سجون القهر أوكار الفساد . ماذا ستفعل الأجهزة الأمنية ومحافظ المحافظة في هذا المزاد ؟ ونحن نشاهد الطفل والأم وأحياء مختلفة من المدينة القديمة " تلبسُ أثوابَ الحداد .. فلمن سنشكُو يا "شمسان" ؟ لمن سنشكُو يا "شمسان" ؟
ليس ذلك سؤال الغريب للغريب بقدر ماهو حزنًا صوفياً على هوية حضارية وتاريخية ومدنية وثقافية يبلغ عدد سكانها 6-7 ملايين مسلم، تجسدت وتأسست كقلعة القاهرة .. لتتحول بعد ذلك إلى منطقة صراع لتصفية الحسابات التي يمارس عليها أبشع أنواع القهر والتعذيب ظلماً .. فلا الغريب ابن حيّان ولا الغريب رائحة الرماد واصعدة الدخان في تعز .. بقدر غياب الأجهزة الأمنية والإتكاء على ورقة الاستقالة بشكل متسرع من قبل محافظ المحافظة .. لأن للتاريخ مجرى يا سيدي المحافظ ويادولة المقر ولأن للشهداء حياة أخرى
حياةٌ تعلمنا الثأر من قوة السيف بتحويل السيوف إلى محاريث وبانفتاح الهوية الوطنية على الهوية المدنية في تعز وبكلمة الحق على الباطل، فلا هوية تحيا من ذاتها المتزمتة على ذاتها وعلى ثباتها بدون الوقوف إلى جانبها أمنياً - وسياسياً - وثقافياً .
اضف تعليقك على المقال