ارسال بالايميل :
6153
في العين دمعة متثاقلة تخشى ان تسجل موقف ضعف في حضرة الشجاعة والثبات فترتد على شكل ابتسامة ثكلى تندلق في الفؤاد حسرة وفي القلب وجع ينعي فقيد قل ان يوجد مثله ورجل لم تنجب الامهات شبيها له
علي صالح عباد مقبل القائد والاب والمعلم والرفيق الانسان الموقف بديع الصفات خالد المآثر
حين يترجل تاركا لنا حزمة من الذكريات الزاخرة بكم هائل من المواقف لرجل اتقن صناعة الدهشة وبرع في تسجيل الحضور المميز في القلوب
ومثلما كانت حياته حافلة بالعطاء متسمة بالحكمة والحلم والاتزان ورجاحة العقل نأوي اليه كلما غم علينا وكلما تباينت واختلفت رؤانا فنجد عنده القول الفصل والراي السديد
فقد كان ايضا فارس حوار ومقتدرا في النقاش سياسي من الطراز الاول شديد الوضوح لا يليق به ابدا المراوغة في القول او النكوص عن اتفاق وهذا ما رشحه بان يكون محبوب الاشتراكيين وامينهم العام الذي يحظى بالاجماع والاحترام
واذ نعرج في زحمة الحزن وننبش في صفحات الذكريات تتجلى الشجاعة والاستبسال على شكل رجل يأبى ان يتراجع حين يواجه الموت .. صلب مقدام ينتمي لقضيته وحزبه ويقاتل في سبيل ما يؤمن
وطني مزق شرايين المناطقية والمذهبية وعفن الكهنوت والسلالية المقيتة وابحر في فضاء الوطن الكبير
لا شيء يشبه حياته إلا عباد نفسه الذي كان مشرفا يحاكي ما في بطن التاريخ من قصص الرجال الذي تأبى الاقدار الا ان تضعهم في سجل التاريخ الخالد
ولهذا فأن رحيله ماهو إلا البداية التي صنعت له الخلود وانزلته تلك المكانة الرفيعة في قلوب الناس الذي ما برحوا يتحدثون عن رجل نادر الوجود سيظل اسمه محفورا في كل الافئدة وما تلك الجموع التي ودعته إلا تعبير عن مكانة رجل تجاوز حبه كل الحواجز والحدود
وداعاً مقبل فالفردوس الاعلى بيتك الابدي
✍
#صالح_الحميدي
اضف تعليقك على المقال