ارسال بالايميل :
9716
محمد صادق العديني *
alodaini.ctpjf@gmail.com
¤ المتابع للمشهد اليمني ، يجد بوضوح تام أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات ل"إستعادة الشرعية"!! ،
من يد الإنقلابيين ، يكاد ينتهي من عامه السادس ، دون أن يتمكن من حسم المعركة رغم كل الإمكانيات العسكرية التي يمتلكها ..
¤ بل أن هذا التحالف أصبح يعمل ، وبشكل صريح ومستفز ، على إستمرار الوضع ، وتفاقم المأساة بمشكلات أكثر خطورة ..
¤ فتحالف السعودية والإمارات ،الذي أستطاع ، في العام الأول للحرب ، أن يحرر معظم مدن وجزر جنوب اليمن ، وفي مقدمتها عدن .. لم يسلم إدارتها لسلطة الشرعية التي يقاتل تحت يافطة إستعادتها ..!! بل سلمها لمليشيات وجماعات قام بتسليحها ويقوم بتمويلها ودعم سيطرتها ، ليستمر الحال
على الشرعية أسوأ مما كان عليه .. بل أن الإمارات وهي الحليف الرئيسي في تحالف " إستعادة الشرعية" دعمت وبشكل صريح وواضح قوات المجلس الإنتقالي الجنوبي للقيام بإنقلاب مماثل على الشرعية في مناطق الجنوب المحرر من إنقلاب الحوثي ..
¤ هذا التحالف هو نفسه الذي كثيرا ما أستهدفت صواريخه يمنيين يقاتلون مع الشرعية لإستعادتها .. لم يكن آخرها قيام الإمارات بقصف صاروخي إستهدف قوات تابعة للشرعية كانت تحاول إنهاء الإنقلاب الجديد وإستعادة العاصمة عدن من أيدي مسلحي المجلس الجنوبي المدعوم منها ، وأسفر ذلك القصف الصاروخي الإماراتي ، يومها ، عن مقتل ما يزيد عن 300 جندي يمني تابع للشرعية، وجرح العشرات ، فضلا عن تدمير الآليات العسكرية .. ثم وعندما بدأت الأصوات الإحتجاجية تتعالى مطالبة بمحاسبة الإمارات ، وإخراجها من التحالف ومن كافة المدن والجزر اليمنية ، التي أخضعتها لنفوذها ، تدخلت السعودية لإنقاذها على حساب الشرعية والسيادة اليمنية ، فرعت إتفاقا ثبث الإنقلاب الإماراتي وأكسبه الشرعية ، ليصبح أمر واقع رغما
عن أنف الجميع ..
¤ هذا هو تحالف إستعادة الشرعية ، وهو ذات التحالف الذي يسيطرعلى مفاصل القرار السياسي للشرعية ، هو ذاته الذي يمنع قيادات الشرعية بدءا
من رئاسة الجمهورية ، مرورا إلى الحكومة ، والقيادات السياسية ، وصولا إلى صغار الموظفين والمواليين للشرعية ، يمنعهم من العودة الكاملة والدائمة لأيا من المدن (المحررة) ، كما يجهض أية محاولات لإخضاع سلطتهالشرعية الدولة ، بل أنه ، ولإغراق الشرعية في مستنقعات الفساد
أكثر ، فإن هذا التحالف كثيرا ما
يسارع لإقرار الإعتمادات المالية
الداعمة لقرارات التعيين، وتقاسم
وظائف الشرعية الملطخة
معظمها بالفساد والمتاجرة
والمحسوبية ، ما دام والمعينين
يمارسون مسمياتهم الوظيفية
من خارج حدود اليمن ،
• وكذلك حال قوام الجيش
الوطني ، المفخخ بعشرات
الأسماء الوهمية والعديد من
المشبوهين ، والمفتقر ببقاياه
لأساسيات الجيوش التي يمكن
التعويل عليها في تحرير بلد أو
حماية مكتسبات وطن والدفاع
عن شعب ..
• ومؤخرا أضاف هذا التحالف
اللعنة ، إلى قائمة إستهدافاته
للشرعية ، تواطؤ حقير يتمثل
بجعل العديد من المناطق
والمواقع التي يزعم أنه حررها ،
أهدافا عسكرية للطرف الآخر
الذي أصبح كثيرا ما يحقق
نجاحات كبيرها في قصفها
وإعادة السيطرة عليها ..
¤ لقد أصبحت اليمن ، بشعبها
المشرد البائس ، وأرضها المنهوبة
والمدمرة ، واقعة بين سندان
تحالف غير أمين ونوايه
كممارساته سيئة ، وبين شرعية
متخمة بالفساد ، من جهة ،
وإنقلابيين من جهة أخرى كل
همهم إستمرار هذه الحرب
المأساوية حتى "يوم القيامة"!،
ما دامت تمثل دخلا ربحيا
وإستثماريا متزايدا لصالح
"جماعة " كانت محرومة من كل
شيء ، وأصبحت اليوم تمتلك
وحدها كل شيء ..
--------------------------
* الرئيس التنفيذي لمركز التأهيل وحماية الحريات الصحافية CTPJF
اضف تعليقك على المقال