ارسال بالايميل :
3291
محمد قشمر
بعد هجران للكتابة طال أكثر من شهرين لما وجدته من عبثٍ دوليٍ بالشأن الإنساني، مما يجعل من الآفاق الدولية في اليمن محصورة في جدران المصالح التي تخدم الكبار فقط بعيداً عن مصلحة اليمني المسكين، وبعيدا ً عن معاني الإنسانية العظيمة، وبعد استمرار التدهور الإنساني على الأرض اليمنية، وتحسن هذا الوضع فقط في الاحاطات التي يقدمها السيد مارتن جريفت والتي أصبح الاغلب من المتابعين يدركون الاتجاه الذي يسعى مارتن جريفت توجيه اليمن والمشاورات اليه.
فتحت عملية تبادل الأسرى في محافظة تعز بين الحوثيين والجيش الوطني آفاق تؤكد أنه يمكن أن يكون هناك حوار يمني يمني بعيداً عن دهاليز المجتمع الدولي الذي يعقد الأمور من أجل أن تكون طرق الحل فقط بين يديه و في الرؤى التي يراها، حتى هذه اللحظة لم تكن هناك تحركاتٍ دولية جادة حقيقية مبنية على المرتكزات الثلاث ، بل يمكن القول أن كل الجهود التي يبذلها المبعوث الدولي تقوض فرص السلام الممكن ليخط بدلاً عنه مسارات سلام صعب المنال، او قد يكون ضغط لتسليم ما بيد الشرعية مجبرةً مكرهةً للحوثيين، على أن تحظى تلك الشرعية ببعض المميزات التي سيقبل الحوثي سيد الأمر الواقع في نظر المبعوث ان يقدمها للشرعية التي كانت تمتلك كل مفاتيح القوة والتمكين والتي حقيقةً فرطت بجزءٍ كبيرٍ منها وسلمتها للحوثيين برعايةٍ دولية .
السلام الممكن هو الذي تحميه القوة التي اقل تقدير يكون فيها نوع من التكافؤ بين الأطراف المتنازعة، واستطاعت الجهود في تعز أن تثبت ان هناك ندية حقيقية أجبرت الحوثيين على الانصياع لتبادل الأسرى كما ان الجهود الوطنية الخالصة الشعبية والبعيدة عن المارتينيين والمجتمع الدولي اثمرت وتكللت بإطلاق مجموعة من المختطفين والأسرى (مجازاً )، هي ذاتها تلك الجهود التي يمكن أن تثمر أيضاً بإيجاد سلام حقيقي مبني على أساس وطني يمني يمني بحت لا دخل للمتطفلين الدوليين بها ، طبعاً هذا إذا سلمت الأطراف من التدخل الدولي لإعاقة أي مشاورات يمنية داخلية لوقف الحرب .
عموما ً السلام ممكن في اليمن، والكثير من مقومات ذلك السلام متوفرة على أرض الواقع إلا ان هناك من يسعى لتفصيل سلام يجعل اليمن والانسان اليمني تحت رحمة الخارج ووصايته ليعيش اليمني تحت قاعدة الغذاء والدواء مقابل الرضوخ المطلق.
السلام سيكون ممكناً فقط عندما نعترف نحن أبناء اليمن وقيادته أن المجتمع الدولي أتى ليحقق أهدفها التي رسمها مسبقاً، وأن علينا أن نتدارك ما استطعنا قبل أن نغرق جميعاً في بحر التشطير والعمالة والضياع وبرعايةٍ دولية.
اضف تعليقك على المقال