ارسال بالايميل :
7231
عمر الحار .
قد نتفاجأ في الأيام القليلة القادمة بالوقوف على بوابات متنوعة للخروج من الأزمة اليمنية ، دون الولوج إليها ، وقد يطول وقوفنا عليها لأعوام ، لكن من المؤكد بأن قرار المكنة الدولية قد دارت في هذا الاتجاه وان في مساراتها المغلقة والتي ستظل تدور في كواليسها بما لا يقل عن عامين من الزمن على أقل تقدير ، مع استمرار استنشاقنا عن بعد لراوائحها العفنة و المنبعثة منها برغبة الأقطاب الدولية المحتكم بها والأطراف الأخرى الموكلة لها مهمة تنفيذ اجندتها المزمنة.
مفاوضات إحلال السلام في اليمن لن تكون مهمة صعبة أو مستحيلة لكنها ستمر بمراحل من التعقيد المصطنع والمنهك لقدرات الفرقاء واستنفاذ طاقاتهم حتى يتم إقرارهم وذعونهم للحلول والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات وان كل واحد عينه على الاخر .
وعلى امتداد العمر الافتراضي لمفاوضات الحلول التي ستحاط بسرية مغلقة كما اسلفت علينا أن نصبر أنفسنا على تنفس سمومها القاتلة التي تدفع الأطراف المتحاربة الى مزيدا من التوغل الوحشي في العداء والتأزم في المواقف ، وفي غالب الظن بأن الإخوة الأعداء في اليمن غير مؤهلين ولا قادرين على استيعاب مرحلة الحلول الصعبة وماينتج عنها من ضخ إعلامي مسيس وخطير ، ولكن صانع القرار الدولي يعلم هذه الحقائق المرة عنهم ، ولن يذهب الى الدفع بكثير من بالونات الاختبار الذكية لنواياهم ، وقد يكتفي بما يشغلهم عنه لبرهة من الزمن ريثما يتم ترتيب اوراق اعادة اللعبة الى فوق الطاولة وجلبهم كالقطيع إليها وتغرزيهم المقررات بلغة القوة التي يعرفون صدقها منهم ، ويخرجون منها إلى قاعة المؤتمرات الصحفية لتلاوة البيان الختامي الذي اعد مسبقا وبعلم الجميع ، وفي السياسة كل الاحتمالات تظل مفتوحة على الحرب والسلام في أي لحظة .
إذا ما أخذنا في الحسبان دور اللاعب الدولي في قرار اشعالها وقرار اخمادها بالسلام وهو المالك الحصري والوحيد لمفاتيح الأزمة اليمنية وغيرها من الأزمات العاصفة بالمنطقة .
و للوصول الى هذه المرحلة المنتظرة على احر من الجمر يتوجب على الدولة وفعالياتها الخروج من رتابة تعاملها مع المراحل السابقة من الازمة حتى لا يطول انتظار اليمن على بوابة الخروج منها لاعوام إضافية .
إذا الشرعية وقواها مطالبة بنضج سياسي حقيقي قادر على التعاطي الإيجابي مع الأزمة والتحرك في انساق حلها دون الاستسلام للقادم من المجهول فيها .
وستقف الشرعية اليوم او غدا أمام خيارات السلام الصعبة في اليمن وعليها أن تقرر موقعها من الإعراب منها ، وان لا تقف مكتوفة الايدي منها على غرار نزع قرارها السيادي في الحرب وجعلها كالقشة في مهب الريح .
اضف تعليقك على المقال