ارسال بالايميل :
267
محمد قشمر
لا نبالغ إن قلنا إن الشعب اليمني بكافة مكوناته يترقب بحذر ما ستؤول اليه اليمن بعد اتفاق الرياض المزمع توقيعه يوم الثلاثاء بين المجلس الانتقالي وبين الشرعية اليمنية .
هناك من يرى أن هذه هي الخطوة الأولى في تقسيم اليمن بالطريقة الجديدة التي يمكن أن تزيد من الانقسام الداخلي ، أنا أرى أن هذا الاتفاق يمكن أن يكون بداية جيدة إن أحسنت الشرعية التعامل الجاد وبقوة مع الوضع القادم .
لا يمكن أن نقول ان اتفاق الرياض سيكون كافي، ولكنه بداية لتوحيد الجهود لإيجاد مناطق محررة مستقرة نسبياً ، والفشل في خلق بيئة مستقرة بعد لاتفاق يعني العودة الى نقطة الصفر، وقد يكون هذا الاتفاق اتفاق سلم وشراكة جديد مشابه لاتفاق الحوثيون مع هادي قبيل حجزه وفراره الى عدن .
ما زالت اليمن مشتعلة وستستمر بالاشتعال لأن الوقود الذي يساهم في اشتعالها ما زال يتدفق، وهو غالباً المال والدعم بالسلاح للأطراف المتحاربة الأخرى، واقصد على وجه الخصوص هنا الحوثيون الذين يسيطرون على نسبة من الأرض اليمنية ويقع تحت أيديهم الغالبية العظمى من أبناء اليمن ، وهؤلاء هم السبب الرئيسي لما تمر به اليمن الان من محن وضياع محلي واقليمي ودولي ووصاية لم تكن في الحسبان .
الحوثيون يحظون بدعم دولي ولديهم دعم إيراني واضح ولديهم المالي الكافي لمواصلة الحرب حتى يحصدوا اكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والعسكرية والمالية وحتى العقائدية الطائفية .
الفريق الرابع هو تلك القوات التي تسمى حراس الجمهورية ولا أدري عن أي جمهورية يتحدثون ، هذه القوة تتبع طارق صالح المدعوم ايضاً وبشكلٍ مباشرٍ من دولة الامارات العربية المتحدة ، مرتبط ماليه وعسكريا وسياسياً بهم ، تم (منحه) جبهة الساحل الغربي وهي منطقة لا تعتد من حيث المساحة كونها صغيرة لكنها تشكل موقعاً حساساً جداً لوجودها في البحر الأحمر ووجود مضيق باب المندب، وهو الهدف لكثيرٍ من الدول ، كما تم منحه جزر ارخبيل حنيش وزقر وتم توسيع الارض التي تقع تحت يده، والجميع يعلم أن طارق وقواته لا تعترف اطلاقاً بالشرعية ، وبالتالي فأنه يؤسس لنفسه قوة يمكن في القريب العاجل أن تدخله كشريك لحكم اليمن بالنسبة التي تحت يده.
هذا يعني ان اتفاق الشرعية مع الانتقالي يعتبر المرحلة الأولى، ثم ستليها ان بذلت الجهود اتفاقات اخرى مع طارق صالح ليحظى بحصته، ثم بعد ذلك يكون حوار جاد مع الحوثيون الذين يمثلون الفريق الرابع الذي يسعى لتثبيت ملكه الجديد من خلا المناطق التي يسيطر عليها بالحديد والنار.
الشرعية والانتقالي وطارق بقواته والحوثيون وميليشياتهم أربع قواتٍ كلٌ لها من يمولها ويدعمها، يقتسمون ارض اليمن ويسعون للاستفادة من خيراتها لكنهم حتى الان لا يفكرون ولو بنسبة 20 % بالمواطن اليمني الذي تجرع الويلات، وما زال يتجرعها بسبب رغبةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ لتقاسم النفوذ في اليمن، لتبقى في دوامة صراعٍ لن تنتهي حتى تنتهي المحاصة في اليمن كون المحاصصة اثبتت فشلها الذريع في كثيرٍ من الدول ومنها العراق ولبنان.
تقسيم اليمن على أربعة لن يكون صمام امام لا لليمن ولا للأشقاء في الجوار، بل يمكن أن يكون مصدر ازعاج وقلاقل داخلية وخارجية.
وما زلنا ننتظر الفرج وما زلنا نحلم بقيادات اكثر اخلاصاً تسعى لليمن ولا تتلقى توجيهاتها من الخارج سواءً إيران أو غيرها .
اضف تعليقك على المقال