يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

14 أكتوبر.. ملحمة وطن تتحدى المستحيل

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء*

في كل عام، ومع نسائم تشرين، يطل علينا الرابع عشر من أكتوبر بوجهه المشرق، حاملاً بين طياته عبق الحرية وذاكرة النصر.. لم يكن ذلك اليوم في عام 1963م مجرد شرارة ثورة ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، بل كان إعلاناً صارخاً بأن إرادة الشعب أقوى من المدافع وأمضى من البنادق، وأذكى من كل مشاريع التقسيم والتمزيق.

انطلقت الثورة من جبال ردفان الشامخة، تلك القلعة الطبيعية التي آوت الأحرار وألهمت المقاومين، لتروي للأجيال قصة رجال ونساء أبوا الذل وأقسموا أن يكتبوا تاريخ اليمن بالدم لا بالحبر.. وما لبثت أن تحولت ردفان إلى رمز خالد، حيث دوّى الرصاص ليهزم الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس.

لقد جاءت ثورة 14 أكتوبر امتداداً حقيقياً لثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن، لتشكلا معاً جناحين لطائر الحرية اليمني.. فسبتمبر أسقط عروش الاستبداد الداخلي، وأكتوبر كسرت قيود الاحتلال الخارجي.. وبينهما وُلدت هوية وطنية صلبة صاغتها دماء الشهداء وأحلام البسطاء، لتبني قاعدة الوحدة والكرامة والاستقلال.

اليوم، ونحن نحيي الذكرى الـ62 لثورة أكتوبر المجيدة، تتجدد أمامنا الدروس: أن اليمني لا يقبل الوصاية ولا ينكسر أمام المؤامرات، وأن كفاحه المستمر ليس مجرد تاريخ يُروى، بل رسالة متجددة للأجيال بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع.. لقد أراد المحتل أن يزرع الفرقة بين اليمنيين، فإذا باليمنيين يوحدهم الدم والهدف والنضال والمصير المشترك.

واليوم قد يتساءل المرء: إذا كان جيل الأمس قد انتصر بوسائل بسيطة وصدور عارية أمام أعتى قوة استعمارية، فكيف يمكن لجيل اليوم، وهو يمتلك وعياً وتجارب وتاريخاً ملهماً، أن يقبل بمشاريع الوصاية أو مخططات التفتيت والانفصال؟ 
أيعقل أن يعجز أحفاد ثوار ردفان وشمسان عن إكمال المشوار الذي بدأه الأجداد؟ 
أم أن التاريخ يصر على أن يختبرنا كل جيل بنفس السؤال الأزلي: هل أنتم على العهد باقون؟!!
------
* مستشار وزارة الشباب والرياضة

اضف تعليقك على المقال