الكاتب : منير طلال
تسير السياسة السعودية في السنوات الاخيرة باتجاه اكثر استقلالية ومرونة مستندة الى قراءة دقيقة للتحولات الاقليمية والدولية ويبدو ان الرياض تتبنى نهجا براغماتيا يتيح لها اعادة تشكيل تحالفاتها بما يخدم مصالحها الوطنية بعيدا عن الضغوط والاملاءات التقليدية
تجلى هذا التوجه في انفتاح السعودية على باكستان باعتبارها دولة محورية ذات ثقل عسكري وسكاني في العالم الاسلامي هذا الانفتاح لا يأتي بمعزل عن ادراك الرياض لتراجع موثوقية الحليف الامريكي فقد اظهرت التجربة مع الرئيس الامريكي السابق ان الاملاءات السياسية لا تتناسب مع طموحات المملكة في الاستقلالية اما ادارة ترامب فقد حاولت توظيف العلاقات مع السعودية كورقة دعائية للداخل الامريكي عبر الحديث عن استثمارات ترليونية الا ان الرياض قرأت هذه الخطابات على حقيقتها محاولة انتخابية وليست التزاما استراتيجيا
تجاوز الولايات المتحدة لخطوط معينة خاصة حين يتعلق الامر باستقلال القرار السعودي دفع المملكة الى تنويع خياراتها من هنا يبرز التحالف مع باكستان كخطوة مدروسة توازيها علاقات متنامية مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا هذه التحركات تمنح السعودية هامشا اوسع للمناورة وتؤسس لشبكة تحالفات متوازنة امام خصومها الاقليميين وفي مقدمتهم ايران واسرائيل
التحالف مع باكستان قد يقرأ ايضا كاختبار لردود فعل الولايات المتحدة واسرائيل واذا تصاعدت التوترات قد نكون امام مرحلة جديدة يدخل فيها لاعبون دوليون آخرون الى المشهد عبر البوابة السعودية
بهذا المسار تبدو السعودية في طريقها الى استعادة دورها التقليدي كقوة مركزية في العالمين العربي والاسلامي مع انتقال تدريجي من موقع الدولة النفطية المؤثرة اقتصاديا الى موقع الفاعل السياسي الدولي
اضف تعليقك على المقال