الكاتب : عمر الحار
محزنة اخبار عدن الضاحكة للحياة ، المستمدة من بحرها حقيقة الوجود بانها مد مخيف و جزر ضعيف . مستمدة من تاريخها بان لكل ظالم نهاية . مستمدة من يومياتها عزيمة المقاومة بصمت رهيب . مستمدة من ايمانها بالسلام مع النفس لا الاستسلام للهوان .
عدن ببساطة لمن يريد ان يفهم ، حكاية مدينة ترفض اغتيال مدنيتها . مناهضة بعنفوان لظاهرة التغيير خارج اطرها الحضارية . باعتبارها مرتكز قوتها القاهرة المنتصرة حتما في اخر المطاف ، مهما طالت رحلتها مع الماساة بوجوهها المتقلبة ، وقلوبها المتعفنة بالسقوط في وحل المرحلة .
و عادة اخبار عدن مثيرة للشفقة والبكاء معا منذ الاستقلال ، لعيشها تحت الاكراه للقبول بممارسة تجربة الرفاق من جديد ، والمضي على طريقتهم حتى في اصدار فرمانات الموت لناديهم ، غير مستوعبين دروس التاريخ لمن سبقوهم في الانظمة الدكتاتورية . متجاهلين حقائق سقوط السلطات القائمة على جبروت القوة ، فهل باستطاعتهم الاجابة عن كيفية تبخرت في غمضة عين اقوى جيوش في المنطقة ؟ .
والسؤال الاخر والاهم الموجب البحث عن اجابة له لماذا رفاق عدن مصرين على عسكرة حياتها في كل المراحل والاعتماد على لغة الموت في مدينة ، تعتمد على قوتها الناعمة في التعبير عما يعتريها من مظالم . هنا يكمن سر تنافرها مع هولاء . وقد علمتنا التجارب بان كل سلطة تعتمد على قواتها الغاشمة آيلة لامحالة للسقوط مهما كان حداثة ترسانتها من السلاح ، فمن تمكن من مدك بالسلاح اليوم قادر على سحبه من يدك غدا .
فهل يعي الرفاق الجدد عملية اعادة صياغة حياة الشعوب من جديد ، بعيدا عن قوة السلاح ، بل بخلق الاجيال الرقمية القادرة على حماية عصرها الرقمي القادم .
وربما يرجع البعض تمرد رفاق عدن على شرعية الدولة المالكين النصف منها الى شغفهم بحياة الصراعات ، وفرز المناصب على مقاصل الموت ، لعدم ايمانهم بالشراكة الوطنية مع غيرهم من القوى ، استجابة لسادية استفرادهم بالحكم مهما كان الثمن .
وبالطبع لن تكون اخر اخبار عدن اقتحام مكتب معالي نائب وزير الاعلام الاستاذ حسين باسليم ، ولا سد الطريق امام استكمال دولة الرئيس سالم بن بريك لاصلاح ما افسدته المرحلة ، عدى عن استماتتهم في تعطيل قدرات مجلس القيادة عن انجاز استحقاقاتها الوطنية .
وتكاد تكون اخبار عدن نسخة واحدة للحوادث المكتوبة بالدم منذ الاستقلال .
اضف تعليقك على المقال