يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الأمل بعد الانكسار - يزهر الحياة من رحم الألم

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين 

الأمل بعد الانكسار ليس مجرد كلمة عابرة تُقال لتخفيف الألم، بل هو طوق النجاة الذي يُمسك به الإنسان حين تشتد عليه العواصف. هو الخيط الرفيع الذي يمنع القلب من السقوط في هاوية اليأس، ويعيد للروح قدرتها على الوقوف من جديد. فالانكسار قد يحطم شيئًا فينا، لكنه أبدًا لا يقتل القدرة على النهوض، بل ربما يكون هو الدرس الذي يجعلنا نكتشف قوتنا الكامنة التي لم نكن نعرف بوجودها
حين ينكسر الإنسان، يظن للحظة أن النهاية قد حانت، وأن الطريق قد أُغلق، وأن الأحلام قد ذهبت بلا عودة. لكنه سرعان ما يكتشف أن الانكسار ليس إلا بداية جديدة، وأن الشقوق التي خلّفها الألم ليست عيبًا، بل هي النوافذ التي يدخل منها الضوء. ولولا الظلمة لما عرفنا قيمة النور، ولولا الألم لما شعرنا بلذة الفرح حين يأتي
الأمل يولد من قلب التجارب القاسية، من لحظات السقوط التي تظنها قاتلة ثم تكتشف أنها صنعت منك إنسانًا أكثر صلابة. القلب المكسور يظل نابضًا، والروح المثقلة تظل تبحث عن مرفأ، والإنسان مهما اشتدت عليه المحن، يظل بداخله صوت خافت يهمس: “انهض، فما زال في العمر بقية.” وهذا الصوت هو الأمل ذاته، هو الوقود الذي يدفعنا للمضي إلى الأمام حتى لو كانت خطواتنا بطيئة ومتعثرة
التجارب القاسية تجعلنا نُدرك أن الحياة لا تسير دائمًا كما نرغب، لكنها تسير كما يجب. وربما ما نراه فشلًا أو قهرًا أو ظلمًا، يكون في جوهره تمهيدًا لطريق أعظم لم نكن لنسلكه لولا ما حدث. فالانكسار يعلّمنا أن ننظر للحياة بعين جديدة، أكثر نضجًا، وأشد وعيًا بقيمة ما نملك. وكلما نظرنا للجرح بعين الأمل، تحول إلى علامة قوة لا إلى ندبة ضعف
الأمل بعد الانكسار يشبه الزرع الذي ينبت في الأرض الجافة. قد تظن أن التربة ماتت، وأن المطر لن يأتي، لكن مع أول قطرة ماء تنبض الحياة من جديد. هكذا هي أرواحنا، تحتاج فقط إلى بادرة، إلى كلمة صادقة، إلى لمسة حنان، إلى يقين داخلي بأن الله لا يخذل من لجأ إليه. وما أن نتشبث بهذا اليقين، حتى نجد أن الطريق الذي كان مظلمًا قد امتلأ بالنجوم
إن أعظم الانتصارات لا تولد من رحم السعادة، بل من قلب المعاناة. والإنسان الذي جرب الانكسار وعاد أقوى، لا يعود كما كان أبدًا، بل يصبح أكثر رحمة بالآخرين، أكثر وعيًا بضعف البشر، وأكثر إصرارًا على أن يعيش حياته بصدق. وهذا هو المعنى الحقيقي للأمل؛ أن نعيد اكتشاف أنفسنا في لحظة الهزيمة، وأن نحول الانكسار إلى بداية لصعود جديد
ختاما - الأمل بعد الانكسار ليس رفاهية ولا خيالا بل هو ضرورة وجودية من دونه نصبح أسرى الماضي ومن دونه نفقد المعنى لكنه حين يسكن أرواحنا، تتحول الجروح إلى حكايات انتصار والدموع إلى بذور ضحكات قادمة والانكسار ذاته إلى أجمل نقطة تحول في حياتنا. نعم قد نحزن وننكسر، لكننا نعود، ونعود دائمًا أقوى مما كنا، لأن في داخل كل قلب إنسان شعلة لا تنطفئ - اسمها الأمل

اضف تعليقك على المقال