ارسال بالايميل :
9708
محمد قشمر
ما زالت منظمة الأمم المتحدة تبذل جهودها الحثيثة من أجل إقناع العالم الثالث بأنها تسعى من أجل انتشالهم من براثين الحروب، والعوز، والفقر، والبطالة، وأنها ما زالت اماً لميثاق الأمم المتحدة التي عليه اُسست، وهي الراعي الأول للحقوق والحريات والمدافعة عن حقوق الانسان بما لها من مكاتب وأجهزة تتبعها مباشرة، وما زال اللاعبون الرئيسيون والاساسيون في تلك المنظومة يؤمنون انهم دعاة سلام بل وانهم هم حماة الأمن والسلم الدوليين.
ما هو حاصل في بلدي اليمن يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان المواثيق الدولية المتعلقة بالحقوق والحريات والامن والسلم الدوليين لا يمكن أن ترقى لربع أهمية المواثيق الدولية المرتبطة بالتجارة والصناعة، بل أن القيود التي تفرض لحماية تلك المواثيق أقوى من أي قيودٍ ليست موجودة أصلا في المواثيق الدولية التي تتحدث عن حقوق الانسان، ابتداءً بميثاق الأمم المتحدة الذي تتطرق في بعض بنوده الى حقوق الامسان ثم مروراً باتفاقية حقوق الانسان 1948 م والعهدين الأول والثاني والبروتوكولات الملحقة بهما وغيرها من المواثيق الإنسانية.
في اليمن الإنسانية تذبح بطرقٍ شتى وشنيعة في شمال اليمن وجنوبه ولكن المصالح الدولية تمتنع حتى الان من أخذ مواقف واضحة حمايةً للأرواح التي تزهق وللأجساد التي تمزق وللوطن الذي يقسم، لأن المجتمع الدولي له أجندات خاصة وله أهداف يجب ان يحققها من خلال الصمت، بل انه داعم ضمني لكثيرٍ من الجرائم الإنسانية في اليمن.
تم اختراع مصطلح فضفاض يسمى مكافحة الإرهاب وتخت رايته الخبيثة تم انتهاك كل الحقوق والحريات وتم تسليم تلك الراية لكل من ارتبطت مصالحه بمصالح الدول المؤثرة في القرارات الدولية.
الاختطاف الاخفاء القسري السجون السرية الألغام تجنيد الأطفال حصار المدن القصف العشوائي الاعتداء على النساء الاغتصاب والكثير من الجرائم التي ثبتت بلا شكٍ واعترف بوجودها المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لكنها لم تحرك ساكناً، لم تتخذ حيالها قرارات يمكن من خلالها أن تؤكد انها فعلاً جادة في حماية حقوق الانسان.
الصين تغتصب حقوق المسلمين على أراضيها وروسيا تقتل بلا حساب في سوريا وتغتصب أراض اوكرانية وامريكا تعتدي تمزق تغتصب العراق وإيران تغتصب كل ألقيم في لبنان وسوريا واليمن، وفرنسا تغتصب الحق في الوجود الليبي على الأرض الليبية، وبريطانيا تنهش في لحم أطفال اليمن من خلال مبعوثها الدولي وتساهم في تمييع القرارات الدولية بشأن اليمن.
وتبقى مصلحة الدول الخمس دائمة العضوية هي كل الأمم المتحدة وهي فقط من تحرك الأمم المتحدة متى شاءت، ومتى ما وجدت ان لها حقاً ولو وهمياً، ومتى ما شاءت أن تغتصب من الحقوق الاقتصادية في أي دولة من دول العالم، ومن هنا نؤكد أن اغتصاب القيم الإنسانية من تلك الدول تنبي عن احتضار حقيقي وموت سريري لمنظمة الأمم المتحدة التي لم تعد مظلةً جامعةً للدول الحرة بقدر ما هي تكتل لأقوياء خمسة وحلفائهم من أجل أن يحكموا العالم من خلاله.
اضف تعليقك على المقال