ارسال بالايميل :
7037
محمد قشمر
تتفاقم معضلة الحرب في اليمن وتتوسع دائرتها وتتفرع منها الحروب الثانوية التي تساهم في طحن اليمنيين أكثر، وفي كل المحافظات، ولا زلنا نرى أنه يمكن أن نخرج بنتائج لحلول حقيقية لليمن من خلال المنظومة الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة.
والحقيقة التي ندركها ولا نستطيع للأسف تجاوزها هو ان منظومة الأمم المتحدة بكل أجهزتها لم تعد قادرة على إيجاد حلول حقيقية للحروب والنزاعات المسلحة على مستوى العالم، وفي اليمن على وجه الخصوص ، خصوصاً ان المجتمع الدولي الذي ارسل مبعوثيه قد رسموا خططا معينةً لإنهاء النزاع بما يتوافق مع المصالح الدولية وبعيداً عن مصلحة اليمن الحقيقية، والتي أيضا يمكن ان تكون بنسبة ضئيلةٍ ناجعة في اليمن ، بمعنى أدق أن الحلول التي تطرح حتى الان لا تحقق الحد المتوسط للأمن والسلم في اليمن الذي يساهم في إيجاد امن وسلم إقليمي ودولي.
نرى ان الحرب في اليمن بعد ما يقارب الخمس سنوات تعمقت وتعقدت أكثر مما كانت عليه ، وأن آثارها السيئة طالت المنطقة عموماً سواءً عسكرية او اقتصادية او حتى اجتماعية كونها افرزت تمزيق حقيقي في النسيج العربي بعد ان ساهمت في تمزيق النسيج اليمني الاجتماعي ، وكل هذا يخدم التمدد الإيراني ، ومن يتعمق في هذا الأمر سيجد ان هناك خطة مرتبة يا أن تتوقف حرب اليمن بما يتوافق مع اهواء القوى العظمى التي لا تهتم للإنسانية ابدأً بقدر اهتمامها بما ستجنيه من هذه الحرب على المستوى المتوسط والبعيد ناهيك عن مكاسبها الانية، أو أن تستمر حتى تتمخض عن وهن يصيب المنطقة بما ييسر لها ايضاً السيطرة على المنطقة بما فيها من ثروات. اليوم الولايات المتحدة الامريكية تتقاسم ثروات العراق مع إيران، وروسيا تقاتل مع الأسد ليس من اجل مصلحة الشعب السوري بل من أجل مصالح روسيا في سوريا والمنطقة عموماً.
الركود الاممي الحالي في اليمن وعدم تحرك مجلس الامن بجدية لحسم كثير من الازمات منها ما هو في جنوب اليمن الذي يعد مجازاً محرراً من الحوثيين ليقع في حرب وجودية ومعركة مصير يساهم أيضا في رسم الصورة الضبابية للعطاء الدولي المعدوم في اليمن، خصوصاً بعد ظهور جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان ، وهو ذاته الذي يحرك المبعوث الدولي في اتجاهٍ واحد اثبت عقمه وبشكلٍ لا يقبل التأويل، وتؤكد الأمم المتحدة انها لن تكون ملاذاً للسلم والأمن الدوليين لأن هناك من يتحكم بالمشهد العالمي، ومن ينتظر حلولاً من الأمم المتحدة فلن يجد سوى السراب ، لأن الأمم المتحدة ومجلس الامن تتحرك بجدية فقط عندما تتعرض مصالح الكبار للخطر فتتخذ من مجلس الأمن منطلقاً للحفاظ على مصالحها على حساب كل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وما حدث في العراق وأوكرانيا ليس ببعيد.
اعتقد جازماً ان انتظارنا للحلول المعلبة من الأمم المتحدة ستؤتي أكلها لصالح أعداء اليمن واعداء المنطقة وعلى رأسهم إيران، وأن اليمن لن تجني منهم غير التقسيم والتفتيت والنهب المنظم لتاريخ وخيرات وثروات اليمن، فلا يمكن أن يكون هذا الصمت والركود الأممي في اليمن لنقص في الكادر او الدعم المالي بقدر ما يمكن ان نسميه تحقيق مصالح على نارٍ هادئةٍ يحترق فيه البسطاء تحت غطاء دولي إنساني لا يرحم.
اضف تعليقك على المقال