الكاتب :،عادل الشجاع*
في ظل مرحلة بالغة الدقة تمر بها بلادنا، وبعد سنوات من الحرب والصراع، لا يمكننا أن نغض الطرف عن حالة التدهور السياسي والإرهاق العام الذي بات يهدد ما تبقى من كيان الدولة اليمنية ومؤسساتها، لقد آن الأوان لأن نتحدث بوضوح عن ضرورة تقديم بديل سياسي ووطني حقيقي، يُخرج اليمن من دائرة الانقسام والتآكل، وينقله إلى مرحلة جديدة من التوافق والاستقرار..
حين تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، كان الهدف واضحًا: دعم الشرعية، واستعادة الدولة، والتصدي للانقلاب الحوثي وفقًا للقرار الأممي 2216، خاض اليمنيون – بدعم من الأشقاء – معركة كبرى على أكثر من صعيد، ولكن، وبعد مضي أكثر من عشر سنوات، أصبح واضحًا أن الواقع الميداني والسياسي قد تغير، وأن بقاء الوضع على ما هو عليه، لن يحقق الاستقرار المنشود، لا لليمن ولا للمنطقة..
نحن اليوم لا ندعو إلى التخلي عن الشرعية، بل إلى تطويرها، لا نطالب بالخروج من الإطار الإقليمي، بل بإعادة تشكيله ليكون أكثر مرونة وفاعلية وشراكة..
وتأسيسا على ذلك فإننا نقترح بوضوح:
١. إعادة صياغة القيادة السياسية اليمنية على أسس توافقية وطنية، تستوعب كافة القوى الحية في المجتمع اليمني.
٢. إعادة بناء مؤسسات الدولة، لا توزيعها على أسس مناطقية أو فئوية، بل وطنية شاملة.
٣. الانتقال إلى عملية سياسية واقعية تدريجية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار، مرورًا بمرحلة انتقالية توافقية، وصولًا إلى حل سياسي مستدام.
٤. بناء شراكة استراتيجية جديدة مع الأشقاء في السعودية، لا تقتصر على الأمن، بل تشمل التنمية، والبناء، والاستثمار في الإنسان والمستقبل.
إن القرار 2216 ما زال يمثل مرجعية سياسية، ولكن من حقنا أن نقرأه في ضوء المتغيرات، ليس المطلوب إلغاؤه، بل تفعيل روحه السياسية عبر آلية جديدة، تتجه نحو تحقيق السلام، وتبني ما دمرته الحرب، وتراعي الواقع لا تمنّيه.
نقولها بصراحة: لقد سئم شعبنا الحرب، ويبحث عن دولة، لا عن سلطة، يريد كرامة لا شعارات، يريد شراكة لا وصاية، وأمنًا لا سلاحًا منفلتًا..
إننا نتوجه إلى الأشقاء في السعودية، قادة وشعبًا، لنقول، مثلما كنتم شركاء في الدفاع عن اليمن، فكونوا شركاء في صناعة مستقبله، فاليمن المستقر هو صمام أمان للخليج كله، واليمن المزدهر هو حليف استراتيجي دائم..
ختامًا: إن الفرصة لا تزال قائمة. وقد حان الوقت لأن ننتقل من مرحلة التعبئة إلى مرحلة البناء، ومن إدارة الحرب إلى إدارة السلام، ومن الجمود إلى الفعل،
ليكن هذا الخطاب بداية لحوار جاد ومسؤول، حول بديل واقعي، وطني، وشامل، يعيد الأمل لليمنيين، ويصون المصالح المشتركة في هذه المنطقة الحيوية من العالم..
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال